اعتاد موشيه يعلون على المكالمات الليلية من رئيس الحكومة. في منتصف الليل تقريبا، مكالمة من بيت رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. مرة يطلب إغلاق صوت الجيش. ومرة غاضب بسبب قضية اليئور أزاريا: «أنت لا تعرف ما الذي يحدث في الشبكات الاجتماعية»، قال ليعلون الذي تساءل بشكل مؤكد بينه وبين نفسه من الذي قال لنتنياهو في هذا الوقت المتأخر من الليل عما يكتبون في «فيسبوك»؟
قيل الكثير عن هوس نتنياهو تجاه وسائل الإعلام. فقط شيء واحد ينسون الحديث عنه وهو مستوى النجاح المُهين له في معظم مبادراته الإعلامية.
منذ سنوات ونحن نسمع أن نتنياهو سيلغي بند الملكية في وسائل الإعلام من اجل تمكين صديقه شلدون أدلسون من ملكية ليس فقط صحيفة بل أيضا محطة تلفاز. وهذا لم يحدث. ولا أذكر عدد المكالمات التي حصلت عليها في السنوات الأخيرة من أشخاص قالوا لي: إن الأمر انتهى وإنني انتهيت، وعما قريب سيتم شراء القناة 10 من أحد المليونيرات المقرب من بلفور، وسيتم قطع رأسي.
كل تعيين جديد في القناة 10 ترافقه الشائعات حول صفقة مشكوك فيها مع رجال نتنياهو. وقالوا إن نتنياهو يريد تفكيك القناة 2، والقضاء على شركة الأخبار. وسيقوم بترتيب شركة أخبار للقناة 20، ويغلق صوت الجيش، وقناة الكنيست ستذهب لشاؤول الوفيتش، صاحب الأموال المقرب. الذي قيل مئة مرة: إنهم سيعطونه طريقاً لموقع «واللاه»! وأن لديه ترخيصا لمحطة كوابل أو محطة أقمار صناعية، وحتى الآن لم يحدث أي شيء من ذلك.
أريد التقليل من خطورة التهديد. من الواضح أن رئيس الحكومة ما زال مستعدا للذهاب بعيدا من اجل ضمان مواقع له في وسائل الإعلام – ما يحدث الآن حول التأجيل بصعود اتحاد البث الحكومي إلى الشاشة هو مثال فقط – لكن الضرر الذي أصاب وسائل الإعلام الآن ليس بسبب أفعال نتنياهو، بل بسبب الخوف من أفعاله في المستقبل.
بوادر حسن النية الصغيرة من «ريشت» في القناة الثانية، البث الجبان للردود الطويلة التي يصدرها مكتب رئيس الحكومة على كل خبر يتعلق به. الخوف من نشر التحقيقات ضده، ويجب الاعتراف – أيضا السلوك الخائف قليلا لرؤساء اتحاد البث الحكومي في كل ما يتعلق بمهمة إقامة الـ بي.بي.سي الإسرائيلية.
ينبع كل ذلك من مخاوف الإعلاميين الذين تأسسوا على الأوصاف لنهاية العالم حول نوايا نتنياهو القادر على كل شيء. إنه ليس قادرا عن كل شيء، بل هو بعيد عن ذلك. بث الاتحاد لن يتأجل مثلما أراد، ولن يتم إغلاق صوت الجيش بشكل سريع، والقناة 10 حرة أكثر من أي وقت مضى.
هناك أيضا مبالغة كبيرة في وصف الأخطار الكامنة في توصيات لجنة فلبر، التي بغطاء من نتنياهو، يفترض أن تحدد توصياتها المستقبل القريب للتلفاز. التقرير يعكس بمصداقية الموقف الاقتصادي لنتنياهو والذي يقضي بتقليص التدخل من اجل مصلحة المنافسة وكنتيجة للمستهلك أيضا. إذاً، إن تقليص مستوى الدخول إلى وسائل الإعلام الإلكترونية ليس بالضرورة أمرا سيئا. ولن يحولنا خلال يوم إلى ايطاليا، وأنا لست على قناعة بأن ذلك سيقضي على القناة 2 والقناة 10.
هناك مشكلة في التوصيات، لا سيما في موضوع واجب نشر البث النوعي، ويمكن أن نتنياهو معني بذلك للأسباب غير الصحيحة، لكن ليس هناك يقين بأن ما يريده هو الذي سيكون.
الكثيرون لا يعرفون أنه إلى جانب العداء الذي يظهره نتنياهو لوسائل الإعلام، هو يستثمر الكثير من الوقت في الإرشاد والنقاشات مع الصحافيين، ليس فقط المراسلين السياسيين، بل أيضا المراسلين العسكريين ومحرري الأخبار الخارجية والمراسلين الجنائيين والمذيعين. عندما تنظرون إلى المشاركين في برامج الأخبار في مساء يوم الجمعة في التلفاز، فاعلموا أن نتنياهو قد تحدث مع أربعة من الأشخاص الذين يجلسون هناك. هل تساعد هذه الإرشادات نتنياهو على تغيير اللهجة نحوه؟ لنقل إنها تساعده تقريبا بالقدر الذي تساعده محاولته تغيير الـ «دي.أن.إيه» الانتقادي لوسائل الإعلام الإسرائيلية.