إسرائيل أمام «اختبار ازاريا»

20130806-1037142051804050
حجم الخط

اليئور أزاريا جندي وحيد يناضل من أجل كرامته في وجه قادته – على جميع المستويات – الذين يعتبرون ما قام به يضر بروح الجيش وقيمه. نعرف جميعا أنه كان المزيد من الأزاريين الذين قاموا بأفعال مشابهة في الظلام، في الوقت الذي قام فيه الجهاز بكل ما يستطيع من اجل التقليل من هذه الاعمال ومحاولة تبريرها، بادعاء أنها كانت جزءاً من الحرب في مناطق صعبة ومعادية.
لذلك فان المحاكمة التي تتم تغطيتها اعلاميا والمليئة بالغرائز، ليست مسألة خاصة. إنها مهمة لأنها حدث معياري – اختبار بوزغلو الجديد. أعتقد أن اختبار بوزغلو القديم لم يعد ذا صلة.
مصطلح «اختبار بوزغلو» وضعه المستشار القانوني للحكومة في العام 1976، اهارون براك، عندما رفض المصادقة على التحقيق مع آشر يادلين في مكتبه، وأمر باستدعائه الى مقر الشرطة بزعم أنه لا يجب أن يكون هناك فرق في معاملة المشبوه رفيع المستوى والمشبوه الذي هو مواطن عادي. «حكم يادلين»، كما قال براك «مثل حكم بوزغلو».
منذ ذلك الحين تم ارسال شخصيات رفيعة المستوى الى السجن. ويمكن القول إن اختبار بوزغلو فقد صلاحيته. وبدلا منه يوجد اختبار سيرافقنا لبضع سنوات لأنه يضع أمامنا مسألة صلاحية القيم الاساسية في المجتمع الاسرائيلي – اختبار أزاريا.
اذا كان المستشار القانوني للحكومة في العام 1976 يعتقد أن الاختبار الاجتماعي الطائفي – أي الحاجة الى التعامل بالشكل ذاته مع شخص رفيع المستوى مثل يادلين والمواطن الذي ليس له مكانة رفيعة مثل بوزغلو – ما زال حاضرا لأنه يمثل الاغتراب الاجتماعي السائد في اسرائيل، ففي 2016 عدد قليل من الاشخاص يؤمنون أن هذه هي الحال.
في هذه الاثناء، الصراع الذي يقسم المجتمع الاسرائيلي هو بين اليهود والعرب. أو بين الاسرائيليين والفلسطينيين. هذا الصراع هو الذي يشكل صورة المجتمع الاسرائيلي ودولة اسرائيل، سواء في نظر مواطنيها أو في أرجاء العالم، ومحاكمة أزاريا تمثل تعاطي اسرائيل مع هذا الصراع.
صحيح أن أزاريا يدعي أنه قتل «المخرب» لأنه شعر بالتهديد، وأن قادته أهملوه، لكن مؤيديه الكثيرين لا يهتمون بهذه الامور. لقد تجندوا من اجله ليس لأنهم آمنوا بأنه تصرف بسبب الشعور بالخطر، بل لأنهم يعتقدون أن العرب يستحقون الموت. «المخربون» الذين تم أخذ سلاحهم لا يستحقون الحياة. ودليل واضح آخر على هذه الروح شاهدناه مؤخرا اثناء العملية في سارونة في تل ابيب، حيث إن أحد الجالسين في المقهى، الذي أظهر شجاعة وبطولة، قال إنه لم يلحق الضرر بـ «المخرب» لأن «المخرب» لم يعد مسلحا، وتعرض للتنديد بسبب الرحمة التي أظهرها.
في اختبار أزاريا يحصل الطرف الذي يستخف بحياة العرب على الغطاء الديني المتزايد، حيث إن الحاخام يغئال لفنشتاين في خطابه المهم قد استخف بالجيش الذي يفرض على جنوده مسؤولية الحفاظ على حياة الأبرياء، هذا بالضبط ما قصده. يدور الحديث عن أغيار لا يجب مساعدتهم، والعرب يتسببون بالسوء ويجب اقتلاعهم من اوساطنا.
خلافا لاختبار بوزغلو الذي كانت له أهمية قانونية ومدنية، فان اختبار أزاريا هو ورقة اللتموس (ورقة عباد الشمس- المحرر) التي تظهر ما هي اسرائيل، وما هي مبادئها والى أين تتجه.
          لقد تم اخراج أزاريا من محيطه القريب ومن حالته الخاصة. وتحول الى مفهوم، وعلى اسمه يجب أن يُطلق اسم الاختبار الذي يكشف وجه اسرائيل 2016.