انتقاد أميركي «ملطَّف» لورم الاستيطان يغيظ الاحتلال

thumb
حجم الخط

ردّت إسرائيل بشدة على بيان وزارة الخارجية الأميركية ضد القرارات الإسرائيلية بشأن توسيع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقالت إن البيان لا يستند إلى أي أساس. وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أن إسرائيل تسرّع من نشاطاتها الاستيطانية وأنها بذلك تقوّض حلّ الدولتين.
ورفضت إسرائيل مساء أمس، الانتقادات الأميركية والأوروبية ضد القرارات الإسرائيلية الأخيرة بشأن البناء الاستيطاني في شرق القدس والضفة الغربية. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية عمانويل نحشون هذه الانتقادات الدولية بأنها «تفتقر إلى أي أساس في الواقع». وأضاف نحشون، «هذا الأسبوع الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، ووزارة الخارجية الأميركية وجهوا انتقادات لإسرائيل ضد مشاريع بناء في حي غيلا في القدس». وتناسى أن حي غيلا هو مستوطنة أبو غنيم التي أقيمت على جبل أبو غنيم قرب مدينة بيت جالا وبقصد منع التواصل بينها وبين أحياء القدس الشرقية. وادعى نحشون «أنهم فعلوا ذلك على الرغم من معرفتهم الجيدة أن حي غيلا في القدس سوف يكون جزءاً من إسرائيل في كل اتفاق سلام يمكن التفكير فيه. والزعم بأن البناء في غيلا يقوّض حل الدولتين لشعبين يفتقر إلى أي أساس واقعي ويحرف الانتباه عن العقبة الحقيقية أمام السلام ـ وهي الرفض الفلسطيني الدائم للاعتراف بالدولة اليهودية في أي حدود كانت».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد نشرت مساء الخميس بلاغاً استثنائياً في حدّته ضد سلسلة القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وشرق القدس. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن وزارته تلحظ «تسريعاً» في وتيرة البناء في المستوطنات، واتهم إسرائيل بأنها تتخذ «نمط عمل استفزازي... وتعمل بشكل منهجي لتقويض حل الدولتين».
وجاء البيان الأميركي بعد سلسلة قرارات وبلاغات استيطانية إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة. وبين المشاريع التي أعلنت عنها إسرائيل ما حدث يوم الأربعاء الماضي عن بناء 770 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة أبو غنيم الواقعة شرقي الخط الأخضر فضلاً عن مشاريع لبناء 500 وحدة استيطانية في معاليه أدوميم و42 وحدة في كريات أربع في الخليل فضلاً عن 332 وحدة في مستوطنات أخرى.
ورأى معلقون إسرائيليون أن وتيرة الإعلانات الاستيطانية أغضبت الأسرة الدولية على وجه الخصوص لأنها تمّت بعد أيام قليلة من نشر تقرير الرباعية الدولية بشأن الجمود في العملية السياسية. وانتقد التقرير بشدة الاستيطان الإسرائيلي على الرغم من الجهود الأميركية الكبيرة لتلطيف هذا الانتقاد وجعل التقرير «متوازناً» من وجهة نظرهم بإصراره على الإشارة إلى ما وصفه بالتحريض الفلسطيني الذي يسبب العنف ضد إسرائيليين.
وكانت دول كثيرة في الاتحاد الأوروبي واليابان وتركيا والأمم المتحدة وأميركا قد أدانت الإجراءات الإسرائيلية الاستيطانية. ومعروف أن إسرائيل لا تهتم كثيراً إلا بالانتقادات الأميركية التي بدت هذه المرة وكأنها حقنة أكبر من قدرة إسرائيل على استيعابها. إذ قال كيربي في بيانه «إننا قلقون جداً. ونحن نعارض بشدة كل بناء في المستوطنات يضرّ بمحاولات التوصل إلى السلام. وهذه الخطوات من جانب السلطات الإسرائيلية هي مجرد نموذج لما يبدو أنه تسريع متواصل للاستيطان وهو ما يقوض بشكل منهجي الفرص لتجسيد حل الدولتين». وشدد كيربي على القلق خصوصاً من تسويغ إسرائيل للعديد من البؤر الاستيطانية التي كانت توصف في الماضي بأنها غير شرعية. ويضاف إلى ذلك القلق الأميركي من استمرار إسرائيل في سياسة هدم البيوت الفلسطينية في المنطقة «ج» وتكثيف عمليات الهدم أكثر من الأعوام السابقة.
وقال كيربي إنه «مثلما تمّ التشديد في تقرير الرباعية الدولية، فإن كل هذا يعتبر جزء من سياسة متواصلة للسيطرة على الأراضي، وتوسيع المستوطنات وتسويغ البؤر الاستيطانية ما يخلق خطراً على تجذر واقع الدولتين، والاحتلال الأبدي والنزاع». وأضاف: «نحن قلقون من أن إسرائيل تواصل أنماط عمليات استفزازية وضارة تثير تساؤلات جدية بشأن التزامها بتسوية سلمية مع الفلسطينيين».
وكانت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في القدس قد أعلنت عن بناء 770 وحدة في السفوح الجنوبية لجبل أبو غنيم، ضمن خطة أوسع لبناء 900 وحدة أخرى. وهناك خطة أخرى نشرتها قبل ثلاثة أيام سلطة أراضي إسرائيل تشمل بناء 130 وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم و68 في بسجات زئيف و36 في نافيه يعقوب.