إنتاجُ علاج نهائي للسرطان باستخدام الإيدز

5545
حجم الخط

من الصعب أن تصدق أن الطفلة التي أصبحت الآن تلعب كرة القدم وتقفز حول منزلها كانت مصابةً بسرطان الدم، اللوكيميا في الربيع الفائت، وقد كان عمرها 6 سنوات فقط وهي تقترب من الموت، حتى أن الأطباء أوقفوا علاجها الكيميائي كلياً لعدم وجود أية حلول.

قرر أهلها دخول تجربة علاج في مستشفى فيلادلفيا للأطفال، ولم يكن أحد قد خاضها في السابق، وخاصةً من الأطفال الذين يحملون نوع سرطان الدم الذي تحمله الفتاة هذه،  بدأ علاج "إيما" عبر حقنِ نوعٍ من الفيروسات التي تسبب الإيدز، من خلايا تي، من أجل تقوية الجهاز المناعي لقتل الخلايا السرطانية.
قارب العلاجُ على قتلها، ولكن النتيجة لاحقاً كانت أنها شفيت كلياً من السرطان، وها هي الآن أيضاً في آخر مراحل إنهاء التجربة بعد 7 أشهر فقط..

نتائج متذبذبة واعدة

كانت إيما مصابةً بسرطان الدم اللمفوي الحاد منذ 2010 عندما كانت 5، وكانت هي بين 12 مريضاً آخراً دخلوا تجربة العلاج التي طورتها جامعة بنسليفينا، والتي تم تجريبها من مراكز أخرى سابقاً، وهناك ثلاثة بالغين تمت تجربة العلاج عليهم وظهرت نتيجتهم بنجاح، وقد تطورت أيضاً حالة 4 بالغين آخرين ولكن لم يصلوا للتعافي الكلي حتى الآن،  فبالرغم من النتائج المتذبذبة إلا أن الخبراء يقولون أن هذا العلاج واعد، ومن المتوقع أن يكون اكتشافاً مهماً للطب.
وحالياً، يتم بناء مركز أبحاث ضخم بقيمة 20 مليون دولار، من قبل شركة الأدوية نوفارتس لتطوير هذا العلاج وطرحه في الأسواق، قائلين أيضاً إن طريقة العلاج هذه ستعطي نتيجةً لمرضى اللوكيميا، سرطان الدم، والأنواع الأخرى المختلفة من سرطانات الدم، ومن الممكن تطويرها لاحقاً، للوصول لحلول للتخلص من أورام الثدي والبروستات.

قاربت على الموت
أحياناً، تكون المنشطات سبباً في تسهيل ردة فعل الجسم ولكنها لم تساعد "إيما" أبداً، ، فإن ردود فعلها كانت صعبةً جداً وكان من المتوقع أن تفارق الحياة في أية لحظة، ولكن بعد 11 ساعة كانت تحليلات الدم تقول للأطباء أساليب العلاج، ولكنها لم تستخدم أبداً في السابق لأحدٍ مثل إيما، ولكن حسب قول الأطباء فلم يكن هناك ما تبقى للخسارة.
خلال ساعات بدأت "إيما" تدخلُ حالةً ثابتة وبهذا استخدم الفريق المهدئ ذاته من أجل باقي المرضى أيضاً، وبالنسبةِ للمرضى الذين لم يتعافوا كلياً،  تم إدخال خلايا T، T-cells، في دم المرضى من أجل محاربة المرض، ولكن من المهم معرفة أن عدد مرات إعطاء هذه الخلايا قليل جداً لربما لا يتجاوز الثلاث مرات.

تكلفة العلاج 
استغرب فريق العلماء اهتمام شركة أدوية في هذا العلاج لأنه يجب أن يصنع خصيصاً لكلِ مريضٍ على حدى، فلا يمكن لعددٍ كبير من الأفراد استخدام العلاج ذاته، ويبهذا سيكون العلاج مكلفاً جداً، فقد يكلف أكثر من 5000$ دولار شهرياً، فيقول المهندس المنتج لهذه المواد، د. جون، بأن تصنيع خلايا تي سيكلف تقريبا 20000$ للمريض الواحد، وهذا دون احتساب سعر الزرع النقي للعظام، ولكن تكبير نطاق الصنع والعلاج من المفترض أن يقلل التكلفة تدريجياً.
وما زال الدارسون في أول الخطوات ولا يوجد لديهم صورة واضحة عن سببٍ لنجاح أو فشل العلاج ولكن مثلاً كان هناك تعافٍ لمريضٍ بعد أن تم حقنه بالمادة مرتين فقط، ولكن كانت ردة الفعل المتأخرة صدمةً للعلماء، ولكن ، فإنه لم يظهر بعد إن كانت هذه الخلايا تبقى في الجسم للأبد أو يتراجع مفعولها، فهي تدمر خلايا B الصحية بالإضافة للخلايا السرطانية،  لتترك المريض بأمراض مختلفة، وبهذا يحتاج المرضى علاجاتٍ مستمرة لضمان عدم إصابتهم بأمراض أخرى.