جاءت هيلاري كلينتون إلى المؤتمر القومي للحزب الديموقراطي بعجز كبير في ميزان المقبولية لدى الناخبين.
ونقطة التعويض عندها هي عدم المقبولية المساوية أو الكبرى بالنسبة إلى دونالد ترامب.
ويراهن الديموقراطيون على أن الناخبين كلما تعرفوا على المرشحين أحبوا كلينتون أكثر.
ومساء الثلاثاء حاولت كوكبة من كبار الشخصيات الديموقراطية، على رأسهم الرئيس السابق بيل كلينتون، تحسين صورة هيلاري لدى الناخبين.
وفي المقابل فقد جهدَ أبناء ترامب كي يقدموا أي سمات محددة تدل على صفاته الإيجابية المزعومة. ولكننا على النقيض من ذلك وجدنا أنفسنا أمام سيل من تفاصيل حياة هيلاري كلينتون.
وسمعنا من بيل كلينتون كل شيء عنها بدءاً من أول مقابلة بينهما في كلية الحقوق إلى وصول ابنتهما تشيلسي إلى ستانفورد للدراسة، إلى جهودها من أجل دعم الأطفال.
وحين انتقل كلينتون من الحياة الشخصية إلى الحياة السياسية أكد بعبارة مرتبكة أنها كانت «أفضل شخصية تصنع التغيير قابلتها في حياتي كلها».
وكان أكثر إقناعاً حين تحدث عن جهودها منذ بداية تخرجها في كلية الحقوق للعمل على قضايا متنوعة امتدت من المطالبة برعاية أطفال ولاية إركنسو قبل المدرسة إلى التفاوض من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ومن هنا استنتج أنه «إذا كنتم تؤمنون بتحقيق تغيير من القاع إلى القمة فإن هيلاري موجودة منذ وقت طويل. من المؤكد أنها جديرة بكل عام أنفقته لتجعل حياة الناس أفضل».
لقد كانت خطبة قوية، لكن هل يرقى هذا إلى «التغيير» الذي يتطلع إليه الناس في «انتخابات التغيير»؟ ربما تكون هيلاري كلينتون صلبة الإرادة ومليئة بالحيوية ومهتمة بالتفاصيل ومتحمسة بل وألطف مما نعتقد.
وإذا كان هناك شيء يجيده الديموقراطيون فهو إنتاج مقاطع مصورة تخاطب المشاعر.
ولكن، عفواً، إذا كنتم تتطلعون إلى تغيير ثوري وكبير وكلي فإنها لن تحقق ذلك.
وليس من الواضح ما الذي يشغل بال الناخبين في هذه الانتخابات، ولكن من لا تنطلي عليهم الوعود البراقة دون وسائل لتحقيقها، ومن لا يعتقدون أن المشكلة تتمثل في الافتقار إلى رجل قوي يستطيع أن يصلح الأمور بنفسه، فإن كلينتون تقدم بديلًا مناسباً.
وإذن تقدم هيلاري كلينتون نفسها كشخصية معتدلة تستطيع تحسين أداء الحكومة بينما يريد الناخبون تغييراً جذرياً.
والأمر يبدو كما لو أن كلاً من المرشحين، هيلاري وترامب، لا يعرف كيف يفوز.