تخيلوا لو أن هذه القصة حدثت في أحد أوطان العرب، أو في فلسطين، كيف سيتناولها الإعلام، وبماذا يمكن أن يتهمنا المثقفون، ورؤساء الدول والحكومات الأجانب، ومنظمات حقوق الإنسان ، وجمعيات تعليم الديموقراطيات في العالم؟
القصة حدثت يوم الأحد5/4/2015 في الحديقة العامة التابعة لبلدية نهاريا، بمناسبة عيد البيسح، ابتدأ العيدُ يوم الجمعة3/4/2015 وسينتهي بعد أسبوع.
كتب - توفيق أبو شومر
قرر عددُ من المصطافين القاطنين في تل أبيب أن يقضوا عطلتهم في منتزه البلدية، أو الحديقة العامة.
وقفوا على باب الحديقة، وشاهدوا حُراس الحديقة يُفتشون الحقائب المحمولة، فظنوا للوهلة الأولى أن المفتشين يبحثون عن السلاح، أو القنابل والمتفجرات، وهذا أمر مُعتادٌ!
غير أن حُرَّاس الحديقة كانوا يفتشون عن شيء آخر، عن الخبز المختمر، أي الخبز المضاف له الخميرة، وهذا الخبز مُحرَّمٌ في الشريعة اليهودية، طوال أسبوع عيد البيسح، عند الحارديم المتزمتين، وعقوبة من يحتفظ بالخمير في بيته النفي من إسرائيل، أو تطبيق عقوبة الموت عليه، لذا فإن أصحاب المحلات المتعاملين مع الخمير يحتالون على ذلك فيبيعونها شكليا، إلى أحد الأغيار طوال الأسبوع، ثم يستعيدونها من جديد!
وكان الحًرَّاسُ يمنعون صاحب كل حقيبة تحمل خبزا مختمرا من دخول الحديقة، ويُجبرونه أن يأكل وجبته خارج سور الحديقة، ثم يدخل بدون خبز الخمير المُدنَّس!
كتب أحدهم معلقا على الخبر:
الخزي والعار لمن منعوا المتنزهين من دخول الحديقة، أين قيم الديمقراطية والحرية، التي تنادي بها إسرائيل؟!!!!!