وقع ممثلون عن ميليشيا "انتي بالاكا" المسيحية و"سيليكا" المسلمة، أكبر فصيلين مسلحين في جمهورية أفريقيا الوسطى في العاصمة الكينية نيروبي، اتفاقا لوقف إطلاق النار في البلد الذي يعاني منذ أكثر من عام من صراع طائفي دموي.
الرئيس الكيني، اوهورو كينياتا، الذي رعت بلاده مفاوضات بين الجانبين منذ أكثر من شهرين، قال للصحفيين، عقب مراسم توقيع الاتفاق، "هذا يوم عظيم لجمهورية أفريقيا الوسطى ولأفريقيا".
وأضاف كينياتا "أحرزنا تقدما كبيرا وسريعا نحو تحقيق تسوية سياسية تعيد جمهورية أفريقيا الوسطى إلى مجتمع الدول السلمية".
الرئيس الكيني دعا قادة أفريقيا الوسطى للبناء على التفاهمات التي تم التوصل إليها في نيروبي بين الفصائل المتصارعة في البلاد.
وتابع كينياتا "اسمحوا للاتفاقات التي جرى توقيعها أن تكون تعهد لا رجعة فيه للتقدم نحو العملية السلمية، والسماح بالمضي نحو للحرية والسلام والسعادة لأفريقيا الوسطى".
من جانبه، قال كينيث ماريندي، الرئيس السابق للجمعية الوطنية في كينيا (البرلمان الانتقالي) إن "اتفاق وقف إطلاق النار يمهد الطريق لاستعادة السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى."
وأضاف ماريندي "بعد شهرين من المفاوضات المكثفة، وصلت الأطراف إلى اتفاق مطابق للوثائق التي جرى التوقيع عليها بالأحرف الأولى يوم 22 فبراير/شباط (الماضي)".
الرئيس السابق للجمعية الوطنية اعتبر أن الوثائق الثلاث التي وقعتها أطراف الصراع إذا ما نفذت بالكامل فإن ذلك من شأنه أن يوفر نهاية مستدامة للصراع جمهورية أفريقيا الوسطى.
وتعيش أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، منذ شهر مارس/ آذار 2013، في دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو "سيليكا" (تحالف سياسي وعسكري مسلم) بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003، ونَصَّبوا بدلاً منه المسلم ميشيل دجوتويا كرئيس مؤقت للبلاد.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو مليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، بحسب الأمم المتحدة، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية، وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.
واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من شهر مايو/ آيار 2014، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكوّنة من 12 ألف جندي.