في الوقت الذي تعاني فيه الأحياء العربيّة في القدس الشّرقيّة المحتلّة من نقص شديد في البنى التّحتيّة ومن إهمال متواصل ومتراكم خلّفته سياسات الإقصاء طيلة عقود، تواصل بلديّة الاحتلال نهجها التّعسّفيّ والقامع ضدّ الفلسطينيّين المقدسيّين، إذ ستناقش اليوم، الأربعاء، ما تسمّى بلجنة التّخطيط والبناء التّابعة لها، مصادرة 1200 متر مربّع، من قلب الحيّ الفلسطينيّ، جبل المكبّر، لصالح مستوطنة 'نوف تسيون' القابعة في قلب الحيّ العربيّ، وذلك لأجل بناء كنيس ومغطس دينيّ (ميكفاه) لليهود المستوطنين في الحيّ.
وطالب ما يسمّى بـ'قسم المباني الدّينيّة' في بلديّة الاحتلال بالإقدام على مصادرة هذه الأراضي الفلسطينيّة من قلب الحيّ الفلسطينيّ. وتدّعي بلديّة الاحتلال أنّ مستوطنة 'نوف تسيون' تمّ شراؤها، أواخر ستّينات القرن الماضي، من قبل شركة خاصّة، وطّنت فيها 90 عائلة يهوديّة من المستوطنين.
وأشارت صحيفة 'هآرتس' في عددها الصّادر صباح اليوم الأربعاء، إلى أنّ عضوة بلديّة الاحتلال عن حزب 'ميرتس'، لورا فيرتون، قد تلقّت معلومات مفادها أنّ المصادرة ستتمّ بغرض إقامة كنيس ومغطس دينيّ لليهود، بادّعاء أنّ الأرض تابعة لملكيّة خاصّة، إلّا أنّ المالكين، وفق ما ورد في 'هآرتس'، غير معلومين.
وفي سياق متّصل، ووفق نهج الاحتلال ذاته، أقدمت بلديّة القدس، العام المنصرم، على ضخّ 11 مليون شيكل لغرض إقامة مغطس دينيّ في مستوطنة 'معاليه زيتيم'، المقامة على أراض فلسطينيّة في قلب حيّ رأس العامود في القدس، جنوب شرقيّ المسجد الأقصى، حيث تسكن قرابة 100 عائلة من اليهود المستوطنين، ضاربة بعرض الحائط كلّ المواثيق الدّوليّة والاعتراضات على البناء في مناطق محتلّة.
أمّا بلديّة الاحتلال، فقد عقّبت على القضيّة ببيان، جاء فيه 'الأراضي التي نتحدّث عنها، هي جزء من أراضي التّخطيط والبناء التّابعة لحيّ نوف تسيون.، وهي معدّة لتشييد مبنى جماهيريّ، خصّصت لكنيس وسيتمّ استيفاء عمليّة مصادرتها'.
وواصل بيان بلديّة الاحتلال 'الأراضي تتواحد في قلب الحيّ، محاطة ببيوت الحيّ ولا تأتي على حساب حيّ جبل المكبّر، إذ أنّ الرّبط بين الأمور غير صحيح ومناف للحقيقة'.