أقول قولى هذا ليس استباقاً للتحقيق، ولكن رفضاً للاتهام المسبق المبنى على خبر إسرائيلى مشبوه، وعلى «المطبع» تدور الدوائر، وتأسيساً على سوابق خطيرة فى اتهام الأبرياء، دون سند أو دليل، وتحت ضغوط وسائل التواصل الاجتماعى التى صارت تذبح استباقاً وبلا رحمة، آفة هذه المواقع التخوين.
سيبك من خالد أبوالنجا، مواقفه السياسية تكلفه كثيراً، ويتعرض لمثل هذه الأخبار الخبيثة دوماً، خلينا فى «بسمة»، لماذا لا يصدقونها، الفنانة الشابة لم تنف مشاركتها فى مسلسل Tyrant أو «الطاغية» الذى يعرض على شبكة «Fox» الأمريكية، ولكنها تقطع بجنسية المؤلف Chris Keyser المشرف على ورشة الكتابة، ومجموعة المؤلفين، وعلى مسؤوليتها جميعاً أمريكيون.
«بسمة»، بحسب توضيحها الذى خصت به صحيفة «الوطن» المصرية، تعاونت مع 5 مخرجين فى هذا المسلسل، منهم 3 مخرجين أمريكان، ومخرجة كندية، وأخرى فرنسية، وتقطع الطريق على الصائدين فى الماء العكر، قائلة باعتزاز: «وأنا بحكم خلفيتى العائلية، وأن جدى كان يهودياً رافضاً فكرة دولة إسرائيل، بالتأكيد لن أشارك فى مسلسل إسرائيلى!!».
وتواصلت مع نقيب الممثلين المتفهم الموقف الدكتور«أشرف زكى» نافياً الخبر قطعياً، وأرسلت إليه عقد المسلسل وما نشر عنه وعنها، ودورها فيه، وكذا فعل خالد أبوالنجا، وأتبعه بتصريح نافياً التهمة البغيضة، ولكنّ هناك «فيسبوكياً» من يصر على التجريس والاتهام، ويطلب فتح التحقيق، حسناً استدعى النقيب خالد وبسمة لسماع الأقوال.
ابتداءً، هل تعلم النقابة أن الخبر منشور على موقع السفارة الإسرائيلية فى مصر، موقع «إسرائيل فى مصر»، والموقع ذاته ينقل عن موقع فلسطينى «دنيا الوطن»، مهم جدا تقفّى مصدر الخبر، واحتفاء الموقع الاسرائيلى بالخبر مثير الشكوك، للأسف كافٍ كأرضية خصبة للاتهام بالتطبيع.
هذه التهمة تذبح المتهم «وطنياً» حتى قبل مثوله أمام هيئة التحقيق، ومهما قدم المتهم من دفوع سيظل متهماً فى نظر «صائدى الفراشات»، ومع تفشى موجة التخوين سيعلق الاتهام فى رقبة «بسمة»، ومهما نفت سيظهر الخبر كل حين، ولا سبيل لبراءتها شعبوياً، وسيتبارى نفر من الجزارين لذبحها.
«بسمة» تحمل مواصفة الضحية التى يتلمظ إليها ثعالب الفيس العقورة، كل من يروم هدفاً، «بسمة» لوحة نيشان مثالية للسهام الخبيثة، أليست من أصول يهودية، وجدّها يهودى، حتى لو كان المناضل «يوسف درويش» من أخلص المصريين، عاش ومات يكره الكيان الصهيونى المسمى إسرائيل، ورفض الهجرة إليها معتزاً بجنسيته وأصوله وجذوره الضاربة فى الأرض المصرية.
هل من المدعين على «بسمة» بالتطبيع، مَن قرأ سيرة حياة يوسف درويش وابنته «نولة» حتى يتهم حفيدته بالتطبيع؟!، للأسف، القتل على هوية الجد الوطنى، وما بالك لو كانت زوجة عمرو حمزاوى، وتمثل فى نفس المسلسل الذى يمثل فيه خالد أبوالنجا، «بسمة» ضحية نموذجية ثلاثية الأبعاد!!.
خلاصته المسلسل معروض على قناة «فوكس»، وللنقيب أشرف زكى مراجعة اسم المؤلف الرئيس وأسماء المشاركين فى ورشة الكتابة، بحثاً عن هذا المؤلف الإسرائيلى «جدعون ريف»، يقال إنه مؤلف «الطاغية» بحسب الموقع الإسرائيلى، ولدينا داخل الوسط الفنى من هو مُلم ومتصل بشبكات الإنتاج الأمريكى، ويستطيع أن يمد النقابة بما يلزم عن شخصيات المؤلفين والمخرجين والممثلين، أو حتى مراجعة شركة الإنتاج fx21 أو مطالعة موقعها الإلكترونى، قبل توجيه الاتهام وذبح بسمة وخالد بخبر إسرائيلى مسموم.
من جرّب النار؟، جميعنا إلا من رحم ربى احترق بفرية أو شائعة أو نميمة أو مروية عن عنعنة شريرة، حَرْق البشر صار طقساً، أصل بسمة لا يعيبها، وجَدّها تاريخه مشرّف، ولمن يعرف أكثر تاريخ والدها الكاتب الوطنى «أحمد سيد حسن»، واستهدافها لأنها زوجة «حمزاوى»، وتمثل مع «أبوالنجا » تأسيساً على خبر إسرائيلى مشبوه لا يستقيم سياسياً وفنياً وإنسانياً.