أربعون عاماً على مذبحة مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تصادف ذكراها الأليمة ،اليوم الجمعة 12 أغسطس/آب الجاري، تلك معاناة المخيم الذي تأسس عام 1949 بعد عام على النكبة، ويقع في المنطقة الشرقية الشمالية من مدينة بيروت، ومساحته كيلومتر مربع واحد.
أعوام مرت على ذكرى هذه المجزرة، ولا تزال مشاهد الحصار والقتل والألم عالقة في أذهان أهالي المخيم الذين قدر لهم العيش والبقاء ليسردوا قصصاً من المعاناة والتشرد الذي عاشوها.
وتعتبر مذبحة مخيم تل الزعتر واحدة من أسوأ صفحات الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 واستمرت 15عاماً، حيث استمر حصار مخيم تل الزعتر شمال بيروت 52 يوماً، ودكته خلال ذلك أكثر من 55 ألف قذيفة، وكانت حصيلة المذبحة 4280 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، وآلاف الجرحى وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين.
وتعرض المخيم لحصار من المليشيات اليمينية المسيحية اللبنانية والجيش السوري عام 1976 ، وانتهى بمجزرة مروعة طالت أبناء المخيم من مدنيين ومقاتلين وبعد ذلك وصلت الجرافات وأزالته.
وبعد مرور أربعين عاماً على مذبحة تل الزعتر، طويت صفحات تلك الحرب السوداء، لكن نتائجها لم تمحَ بالكامل: آلاف المهجرين والجرحى وذوي الإعاقة ما زالوا إلى اليوم يعانون من تداعياتها.
نهاية لا يذكر منها سوى مشاهد من الألم التي يعانيها اللاجئ الفلسطيني حتى يومنا هذا وفي ظل المجازر الذي ترتكب بحقهم فهذه المقولة تلخص مشهد مخيم تل الزعتر "لا يمكن للمرء أن ينسى تلك اللحظات العصيبة، وإذا ذكر مخيم تل الزعتر تستذكر سوى المآسي وحكايات القتل والتهجير وروائح الدم.
