لم يهن بلد وشعب كإهانتنا، حين خرج فريقنا الأولمبي في اولمبياد ريو دي جانيرو من دون علم... حاملاً العلم الأولمبي. تقطعت قلوبنا أسى ونحن نرى اللاعبين يرسمون ابتسامة رغما عنهم. وعلقت صحيفة «دايلي ميرور» البريطانية على صورة فريقنا بتسميته: «فريق اللاجئين». نعم أصبحنا في نظر العالم لاجئين، لأن العلم هو رمز لهوية الوطن، فإن غاب العلم، غاب الوطن. وهكذا صرنا لاجئين بنظر العالم رغم وجودنا في الوطن. تلك كانت مفارقة نفسية وعقلية اضطررنا لمعايشتها.
ورغم سيل التباكي وجلد الذات الذي انهمر على مواقع التواصل، إلا أننا مسؤولون عن حال الرياضة، وما آلت إليه من تردٍ وايقاف، ونزع لقب وتميز. فقد شاركنا في الوصول لهذه المرحلة حين سكتنا عن الحق، حين خضعنا للفساد والمفسدين ولم نتخذ كلمة أو موقفا كشعب لنحمي مواطنتنا ووطننا. فمن يحب وطنه، يرتفع علمه عالياً، ومن يخذل وطنه، توقف رياضته قسراً وينزع منه علمه، ويرفع العلم الأولمبي بدلاً منه.
يقول الدكتور أحمد البغدادي رحمه الله: «ما أريده لوطني هو أن ينتهي هذا الاستبداد الديموقراطي. لا أريد أن تتخذ السلطة السياسية القانون وسيلة لإذلالي كمواطن. اما على المستوى الاجتماعي العام، فأريد أن تعلو قيمة الانسان كقيمة انسانية مطلقة لا يجوز انتهاكها معنوياً وجسدياً. وكل هذا لا يأتي إلا بإرادة الشعب».
تذكرت كلامه هذا، وأنا أشاهد بطل الكويت والعالم للرماية فهيد الديحاني، وهو يفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد الريو قبل ايام. واعتصرني الألم وأنا أراه متأثراً يغالب دموعه وهو ينصت للنشيد الأولمبي بدل النشيد الكويتي أثناء تقليده الميدالية. كم كانت لحظة دامية حين تكون بطلاً، لكن يأبى وطنك أن يشهد بذلك فيغيب لحظة تحوّل كل أنظار العالم إليك. تلك اللحظة التي تعيش من أجلها، ويصب فيها كل تعب تدريبك وتأهيلك. ومعاناة تجاوز العقبات حتى تصل إليها. وحين ينادون اسمك، لا علم بلدك يرفرف، ولا النشيد الوطني يعزف... إنها لحظة خزي وهزيمة.
فلا تتباكوا على البلد والمواطن، على الرياضة والتنمية والفنون والعلوم. فهذا ما جنيناه حين لم نتحد ونختار الكويت. حين لم نحبها كفاية للدفاع عنها. حين اتخذنا الحياد في المعارك الأخلاقية التي تتطلب رجولة، وكلمة وموقفا وارادة من حديد. لا تبكوا على الكويت أو على علمها ونشيدها. ولا تحزنوا على الديحاني.
عن الرأي الكويتية