كيف تنجو من النوبة القلبية إذا كنت وحدك؟

441
حجم الخط

يتداول الكثيرون رسالة بالبريد الإلكتروني أو على الواتساب تحت هذا العنوان، وهي تقول إن الإسعاف الأولي لمن يُصاب بالنوبة القلبية وهو وحده تكون بالسعال المتكرر. فهل هذا صحيح؟

 

الجزيرة كعادتها في التحقق من الأخبار والمواد -سواء كانت طبية أو صحفية أو علمية- قامت بتتبع أصل هذه التوصية، لتكون النتيجة -التي قد تكون مفاجئة- أن هذه النصيحة خاطئة تماما.

 

وتشير مواقع إلى أن هذه التوصية انتشرت عام 1999 كرسالة يُزعَم أنها توصية أميركية نسبت وقتها لمستشفى روشستر في الولايات المتحدة، ليتبين بعدها أنها خديعة (Hoax).

 

وأثارت هذه التوصية المدلسة ردود فعل كبيرة، اضطرت المستشفى نفسه وجمعية القلب الأميركية ومجلس الإنعاش البريطاني؛ لنشر تفنيد لهذه التوصية الخاطئة والتي أصبحت تعرف بالإنعاش عبر السعال (Cough CPR).

 

ونورد هنا أبرز التفنيدات لها:

 

 

  • "روشستر ريجينال هيلث" أصدرت بيانا على موقعها على الإنترنت، أكدت فيه أنه عبر مراجعة سجلات مستشفى روشستر العام خلال عشرين عاما، تبيّن أنه لا توجد توصية منه بالسعال كإسعاف أولي لمن يصاب بنوبة قلبية ويكون وحده.

 

 

  • جمعية القلب الأميركية أكدت أنها لم تصادق على الإنعاش بالسعال، الذي اشتهر عبر الإنترنت.

 

 

  • مجلس الإنعاش البريطاني  قال إنه تلقى استفسارات عن الإنعاش بالسعال للمصاب بالنوبة القلبية، ولكنه أكد أنه لا يوجد دليل على دعم هذا الإجراء.

 

ولكن في المقابل، ما الإسعاف الأولي الصحيح عند توقف القلب أو الإصابة بنوبة قلبية إذا كان الشخص وحده؟ إليك الجواب:

 

أولا: معرفة أعراض النوبة القلبية والسكتة القلبية، وذلك للانتباه عند بدء ظهورها ليعرف الشخص أنه يصاب الآن بنوبة، وهي كالتالي:

 

 

  • النوبة القلبية (Heart Attack): وتحدث عندما تنقطع التروية الدموية عن جزء من عضلة القلب، ومن أعراضها -وفقا لجمعية القلب الأميركية- الشعور بالانزعاج وعدم الراحة في وسط الصدر، ويستمر أكثر من بضع دقائق، أو أنه يختفي ثم يظهر مرة أخرى، يذهب ويعود، وكذلك الشعور بضغط أو ألم. أيضا الشعور بألم أو انزعاج في أحد الذراعين أو كليهما، أو في الظهر أو الرقبة أو الفك أو المعدة، أو انقطاع النفس سواء كان مع آلام في الصدر أو دونها، وكذلك العرق البارد والغثيان والدوار.

  • السكتة القلبية "التوقف القلبي" (Cardiac Arrest): وفيها يتوقف القلب عن العمل. وأعراضه هي عدم استجابة المصاب عند الضرب على كتفه، وعدم تنفسه بشكل طبيعي أو توقف التنفس. وعادة فإن الشخص الذي يصاب بتوقف القلب سيتوقف عن الاستجابة، ومن الواضح أنه لن يكون قادرا على إسعاف نفسه، وأن الأمر يعتمد على المحيطين به. ولكن قبل حدوث التوقف القلبي قد تكون هناك علامات تحذيرية، مثل حدوث ألم في الصدر، وضيق في التنفس، ودوار، وخفقان في القلب.

 

ثانيا: عند ظهور هذه الأعراض وإذا تمكن الشخص من ملاحظتها -أو كان لديه شك بأنه سيصاب الآن بنوبة أو سكتة قلبية- يجب عليه إذا كان يقود السيارة أن يتوقف، إذ إن استمراره في القيادة قد يعرضه والآخرين لحادث.

 

ثالثا: يجب أن يتصل المصاب مباشرة بالطوارئ وأن يعطيهم مكانه ليحضروا لإسعافه.

 

رابعا: انشغال الشخص بمحاولة السعال أو الكحة -كما تقول التوصية المدلسة- قد يضيع منه الثواني الثمينة التي يملكها قبل تفاقم وضعه، بحيث لا يعود قادرا على طلب المساعدة، مثل تفاقم الألم أو ودخوله في غيبوبة مثلا، لذلك عليه أن يركز على طلب النجدة فورا.

 

خامسا: إذا كنت تعاني من مشاكل في القلب أو الدورة الدموية أو من الفئة التي ترتفع لديهم المخاطر أو لديك سيرة عائلية لهذا الأمراض، استشر طبيبك واستفسر منه عن التعامل مع النوبة القلبية إذا تعرضت لها وحيدا أو غير ذلك.