تعتزم الحكومة العراقية طلب شراء أسلحة أمريكية، تشمل طائرات بدون طيار، بمليارات الدولارات لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، حسبما نُقل عن مسؤول عراقي كبير.
وتقول السلطات المحلية العراقية إن التنظيم يسيطر على أكثر من نصف مدينة الرمادي، الواقعة على بعد 100 كيلومتر فقط غربي العاصمة العراقية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول عراقي، طلب عدم ذكر اسمه، إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيطلب، خلال زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل، مساعدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحصول على طائرات بدون طيار وأسلحة أمريكية أخرى.
وأضاف المسؤول إن العبادي سيطلب تأجيل سداد ثمن الأسلحة المطلوبة.
وستكون تلك أول زيارة للعبادي لأمريكا بعد توليه رئاسة الحكومة في بغداد.
ويستولي مسلحو تنظيم الدولة على مساحات كبيرة في شمال ووسط العراق.
وقال المسؤول العراقي إن "الدولة الإسلامية مشكلة الجميع الآن."
ولمح المسؤول العراقي إلى أن العراق قد يتجه إلى إيران إذا لم يحصل على المساعدات التي يريدها من واشنطن.
وأضاف "إذا لم يكن ذلك( الحصول على الأسلحة الأمريكية) متاحا فقد فعلنا ذلك بالفعل مع الإيرانيين وآخرين."
وأشار إلى إن الاتجاه إلى الآخرين ليس الخيار الأول، مضيفا أن "رئيس الوزراء ملتزم (بالتعاون) مع الولايات المتحدة... ما يريده هو التأكد من أن لدينا شريكا يمكن الاعتماد عليه."
ويشكل تنظيم "الدولة الإسلامية" أحد أكبر التحديات التي يواجهها الجيش العراقي خاصة بعد انسحاب أمريكا رسميا من العراقي في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2011.
وكان أوباما قد وافق في أغسطس/ آب الماضي على شن أول ضربات جوية أمريكية في العراق منذ الانسحاب الأمريكي، وسمح أيضا بنشر ثلاثة آلاف جندي أمريكي لمساعدة العراق في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشددة.
غير أن الرئيس الأمريكي فرض قيودا على الدور العسكري الأمريكي في المعركة ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية والكردية.
تأجيل السداد
وحسب المسؤول العراقي، فإن العبادي يحمل قائمة طلبات بأسلحة متقدمة تشمل طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي وذخيرة وأسلحة أخرى ليقدمها خلال اجتماعه مع أوباما يوم الثلاثاء.
وأضاف ان العبادي سيطلب أيضا تأجيل سداد ثمن هذه الأسلحة.
ويواجه العراق حاليا أزمة مالية بسبب انخفاض أسعار النفط الذي أثر سلبا على ميزانية العراق. وتتوقع الحكومة أن يبلغ عجز الميزانية حوالي 21 مليار دولار هذا العام.
وقال المسؤول "نحن نتحدث عن مليارات... هذا نهج جديد بالنسبة لنا بسبب نطاق التحدي الذي نواجهه. ستكلفنا الموصل ونينوى والأنبار الكثير. "
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أليستير باسكي إن بلاده ستواصل التشاور مع قادة العراق لضمان حصولهم على احتياجاتهم لقتال "الدولة الإسلامية."
وأضاف "الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم العتاد اللازم لقوات الأمن العراقية بما في ذلك القوات الكردية في إطار التحالف ضد الدولة الإسلامية."
كانت الحكومة العراقية قد أعلنت في الثاني من أبريل/ نيسان انتصارها على تنظيم "الدولة الإسلامية" في تكريت، بعد معركة استمرت شهرا لتحرير المدينة بدعم من قوات الحشد الشعبي الشيعية والضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.
ويشن الجيش العراقي حاليا عملية عسكرية جديدة ضد التنظيم محافظة الأنبار، ذات الغالبية السنية.
من ناحية أخرى، قال عيد عماش، الناطق باسم مجلس المحافظة، إن "أوصال الأنبار الآن مقطعة."
وأضاف في اتصال هاتفي أجرته معه بي بي سي أن "التنظيم أصبح يسيطر حاليا على نحو ستين بالمائة من مدينة الرمادي"، مركز المحافظة.
ووصف تسليح قوات الجيش والشرطة المحلية بأنه "بائس لم يستطع الصمود في مواجهة أسلحة مقاتلي التنظيم المتطورة."
وقال: "مقاتلو التنظيم عبارة عن قنابل متحركة لا يمكن التعامل معهم سوى من مسافة بعيدة وهو ما لا تملكه القوات الموالية للحكومة".
وقال علي جمال الدين، موفد بي بي سي إلى بغداد، إن مئات العائلات نزحت من الرمادي فرارا من المعارك بين قوات موالية للحكومة العراقية ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية."
وتقول تقارير إنه خلال الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم جرى تفجير جسر البوفراج الحيوي الذي يقع على الطريق الدولي الرابط بين العراق ودول الجوار.
وروى شهود عيان وعراقيون فارون من المدينة لبي بي سي بعض الصعوبات التي عانوها.
وقالت جيهان الحديثي في اتصال هاتفي بها "عشنا يومين من الرعب، استطعنا بصعوبة الخروج من المدينة، فالطرق متكدسة بالعائلات النازحة، المدينة أصبحت مخيفة جدا ولا أحد يريد البقاء فيها."
وتقول جيهان إنها واحدة من مئات الطالبات اللاتي حوصرن داخل سكن جامعة الأنبار داخل المدينة بسبب القتال