بعض السوائل والمشروبات نتناولها اعتقاداً منّا بأنّها مفيدة ومنعشة، خصوصاً خلال أيام الصيف. لكن هل هي فعلاً مفيدة كلّها؟ يبدو أنّ الجواب هو: لا.
بحسب اختصاصية التغذية، نعيمة بواب ابراهيم، فإنّه "لا يختلف اثنان على أهمية المرطبات والسوائل المختلفة خلال فصل الصيف، لتعويض ما خسره الجسم من مياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وبهدف تأمين حاجاته اليومية من المياه، ولتجنّب الوصول إلى حالة الجفاف". وتشرح أنّ "هذا قد ينعكس سلباً على نشاط الفرد، ويسبب له بعض المشاكل في البشرة أو في الشعر، أو بصداع، أو مشاكل في الكلى، وغيرها".
وتوضح نعيمة أنّ "ما نختلف عليه هو بعض المعتقدات الخاطئة حول نوعية المشروبات المثلى التي يفترض أن نشربها خلال فصل الصيف، وحول طبيعة تأثيرها على الجسم". وتضيف: "غالباً ما يهرب الأفراد في هذا الفصل من تناول المشروبات الدافئة، كالشاي والشاي الأخضر وبعض أنواع الأعشاب، لاعتقادهم بأنّها ترفع درجة حرارة الجسم، وتزيد من شعور الفرد بالحرّ، بينما العكس تماماً هو الصحيح".
وتشرح أنّ "هذه المشروبات تساهم في خفض درجة حرارة الجسم الداخلية، وبالتالي لا تسرّع عملية التعرق، بل تساهم في تباطؤها. وفي المقابل أيضاً، تُعتبَر هذه الأنواع من المشروبات قليلة السعرات الحرارية، وتكاد تخلو منها، بالمقارنة مع غيرها من المشروبات الباردة، كالعصائر على أنواعها، والمشروبات الغازية، تلك التي يكثر استهلاكها في هذا الفصل". لكنَّها لا تتجاهل "كون المشروبات الدافئة غنية أيضاً بمضادات الأكسدة التي تحمي الجسم، وتسرّع عملية الحرق".
وتنبّه من خطورة وأضرار شرب العصائر المختلفة "لأنّها تحتوي على كمية عالية من السكريات، وبالتالي تزيد من خطر زيادة الوزن. ففي الكوب الواحد تتراوح كمية السعرات الحرارية بين 120 و150 سعرة حرارية، بالإضافة إلى أنّها تزيد من الشعور بالعطش، بدل أن تخفِّف منه".
وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإنّ حرارة المياه تؤثّر على الجسم بطريقة عكسية. إذ يظن البعض أنّ المياه الباردة لا تروي الجسم كثيراً، لكن منهم من يعتقد العكس. والحقيقة أنّ المياه، مهما كانت حرارتها، تؤثر بالطريقة نفسها على تعويض السوائل للجسم: "لكنّ الفارق أنّ المياه الباردة قد لا تخفّض درجة حرارة الجسم الداخلية بسرعة، لتقلّل من الشعور بالحرّ".
وتحذّر نعيمة من خطورة الإكثار من تناول المشروبات الغازية "اعتقاداً منّا أنّها تشعرنا بالانتعاش والبرودة. فهذه المشروبات تحتوي على سعرات حرارية عالية في الكوب الواحد، وبالتالي تناولها بكثرة في اليوم يؤدّي إلى زيادة في الوزن، وبالتالي فهي من أهمّ أسباب الإصابة بالبدانة".
وتنصح اختصاصية التغذية بالتركيز على المشروبات التي تحتوي على كمية قليلة من السعرات الحرارية، والتي تكون منعشة في الوقت نفسه، وتؤمّن بعض المغذيات للجسم، مثل الليموناضة التي تعتبر أقلّ العصائر احتواءً على السعرات الحرارية، وهي منعشة وأحد المصادر المهمة للفيتامين "c"، كما أنّها تقوّي جهاز المناعة، وتحارب التجاعيد، وتساعد على امتصاص الحديد".
وتكمل أنّ "مشروب عصير الحامض وعدد من أوراق النعناع يساعد على مقاومة الحرّ، ويقلّل من شعور القلق الذي يترافق غالباً مع ازدياد درجات الحرارة، وزيادة الشعور بالحرّ. فهذا المشروب يجمع بين فوائد الحامض وفوائد النعناع المعروف بتهدئة الأعصاب".
وتختم الاختصاصية بالتأكيد على أنّ "مشروب المياه مع قطع الحامض يمنح الجسم النشاط وينشّط عملية الاستقلاب، ويزيد من حيوية البشرة. ويعتبر مشروب عصير البطيخ من أهم المشروبات الصيفية كونه يحتوي على كمية عالية من المياه، وعلى عدد قليل من السعرات الحرارية، فتعمل على ترطيب الجسم، وتضفي شعوراً بالبرودة، وتخفّف من حرارة الجسم".