كشف المعلق الإسرائيلي البارز في الشؤون السياسية بصحيفة "ميكور ريشون" اليمينية أن الحكومة الإسرائيلية وبخلاف التصريحات الرسمية لم تقنع الكثير من العائلات التي تركت المستوطنات بغلاف غزة من العودة للمكان.
وأوضح المعلق شالوم يروشالمي –بحسب ترجمة موقع عربي 21- أن هذا تم على الرغم من مضي عامين على الحرب حيث فر معظم سكان المستوطنات خلال هذه الحرب خشية عمليات التسلل عبر الأنفاق التي نفذتها وحدات النخبة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والقصف المكثف الذي نفذته المقاومة لهذه المستوطنات.
في ذات السياق، ذكر يروشالمي أن إعجاب وزير الجيش أفيغدور ليبرمان بشخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعله يقتفي أثره وشجعه لتطبيق أساليبه العسكرية في مواجهة حركة حماس.
وقال إن "الغارات المكثفة التي أمر ليبرمان بشنها على قطاع غزة ردا على صاروخ أطلق ولم يؤد إلى أي أضرار يدلل على أن ليبرمان يريد استنساخ الغارات الروسية في سوريا".
وأضاف في مقاله أن رسالة ليبرمان لغزة: "سيكون وضعكم أسوأ من السوريين في حلب 100 مرة".
وأشار يروشالمي الأنظار إلى حقيقة أنصار اليمين بقوله: "يبدون حماساً لاستراتيجية ليبرمان القائمة على تقليد بوتين".
ولفت إلى أن موقع "عروتس شيفع" الذي يعبر عن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية قد نشر مقالات وتعليقات "تثني على اتخاذ ليبرمان بوتين قدوة له.
وحذر يروشالمي من أن التسليم باستراتيجية ليبرمان سيفضي إلى أضرار أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة.
وشدد على أن الاقتصاد الإسرائيلي الذي يواجه الكثير من المشاكل سيتعرض لكثير من الهزات، في حين أن التهور لحرب جديدة مع "حماس" سيكون مقترنا بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وتساءل يروشلمي قائلا: "لنفترض أن ليبرمان نجح في إسقاط حكم (حماس) وأعاد احتلال قطاع غزة تماما كما فعل بوتين في الشيشان، فكيف سيكون بالإمكان ترويض مليوني فلسطيني بعد تدمير منازلهم، ما سيحدث سيكون جهنم ستنفجر في وجه الجيش الإسرائيلي".
يذكر أنه سبق أن صرح ليبرمان خلال توليه منصب وزير الخارجية، بأنه يعتبر بوتين "أعظم قائد في التاريخ الحديث" بسبب حربه على الأصولية الإسلامية.