اياد زكريا حامد، ابن 38، وأب لثلاثة اطفال، مواطن فلسطيني غير مسلح، أطلقت النار عليه فقتل يوم الجمعة قرب مستوطنة عوفرا. ويتركز التحقيق هذه المرة، وهذه المرة ايضا، على مقاتل من كتيبة «نيتسح يهودا».
يخيل أنه حان الوقت لاجراء فحص عميق في هذه الوحدة.
فحالات خطيرة اكثر مما ينبغي تؤدي اليها. فتصفح سريع لعناوين الصحف فقط – طرف الجبل الجليدي الذي ينكشف للجمهور – يظهر فكرة مفزعة، بمثابة «تراث قتالي» متطرف، يمر فيها كالخيط الثاني.
قطرة على طرف الشوكة. في كانون الثاني من هذا العام حكم على مقاتل بالحبس 21 يوما على التلويح بسلاحه في «عرس الكراهية» المجيد.
في شباط حكم على مقاتلين اثنين تسعة وسبعة اشهر حبس بعد التنكيل بفلسطينيين، بما في ذلك باستخدام الوصلات الكهربائية.
وفي نهاية 2015 اعترف متدرب من الكتيبة في دورة ضباط بأنه برر اغتيال رابين.
قبل بضعة اشهر من ذلك وبخ قائد سرية ايضا، الى جانب عقاب بالحبس لمقاتليه، على الضرب الوحشي لفلسطيني في اثناء اعمال الاخلال بالنظام.
هذه فكرة تتباهى بأفلام الشبكة، كذاك الذي يبدو فيه فلسطيني تطلق النار عليه في ظل هتافات الفرح.
ويتسع النشاط ليشمل زمن الحياة العادية. مثلا، قبل اربعة اشهر حكم على مقاتل بالحبس بعد أن سحب سلاحه على عربي بينما كان المقاتل في اجازة، ولديه ما يتطلع اليه: ففي فكرة «نيتسح يهودا» يبدو أنهم يروون عن مقاتل اطلق النار فقتل في 2010 جملا لبدوي، بعد أن خرج الجندي في «جولة» بلا إذن.
إن فكرة المعارضة لقيم الدولة ومؤسساتها؛ «حملة الثأر» الشهيرة في الشبكة «كتيبة 67 تطالب بالثأر»؛ هي بمثابة تمرد أنفار، 80 منهم يخرجون في عريضة من اجل مقاتل منحى من الخدمة في اعقاب رفضه التراجع؛ احتجاج المتدربين على «غناء النساء»، والعياذ بالله، في امسية التراث القتالي في مدرسة التدريب رقم 1؛ وبعدها ادخال عبوات وهمية والكثير من الفزع في المحطة المركزية في القدس مع عنوان «فك الارتباط سيتفجر في وجوهكم». فكرة تبدأ، في واقع الامر، في كتاب تجنيد الوحدة في العام 2003: المقاتل سغيف عمير – وليس صدفة أن الاسم يبدو معروفا – يبتسم الى جانب صورة اسحق رابين. وبالفعل، نكتة التاريخ: عمير أفرز كقناص. وهذه، كما اسلفنا، بضعة أمثلة فقط عن القليل الذي تعرفه وسائل الاعلام. خسارة أن تفاحة عفنة واحدة تخرب رائحة العديد من المقاتلين والطيبين في «نيتسح يهودا» من الشجعان وذوي القيم والالتزام ممن يضحون بأنفسهم كل يوم، بكل معنى الكلمة، وعلى رأسهم العريف أول الراحل روعي فرجون والنقيب الراحل يشاي روسلاس.
تسوق «نيتسح يهودا» بصفتها وحدة «الناحل الأصولي»، على سبيل الترويج لمشروع وطني، تطلعا للسماح بانخراط الاصوليين في المجتمع الاسرائيلي.
وفي هذه الاثناء يتبين بأن الامور بعيدة عن الحقيقة – فقائد الكتيبة نفسه اعترف عدة مرات بأن هذه خدعة («من أحاديث مع متجندين اخذت الانطباع بأن غالبيتهم الساحقة ليسوا اصوليين»).
ولكن فضلا عن الضرر الذي يلحق بصورة الطائفة الاصولية، يجدر بنا أن نراجع من جديد المنطق العملياتي في وجود الوحدة.
رجال متدينون فقط، سبارطة حقا، مع معايير لعصبة متصلبة، بلا توازنات وكوابح داخلية؛ كل المتجندين تقريبا يأتون من أقطاب اليمين لـ «فتيان التلال»؛ يكلفون بمهام احباط «الارهاب» بالذات في المنطقة الاكثر تفجرا في «المناطق»؛ وكلهم يتبنون بتزمت معتقدا يقول ان الارض اعطيت لهم، عوفرا هي «سفينة العلم»، ومن هنا فان كل فلسطيني يمر من هناك ليس سوى غازٍ مؤقت، عدو مرير. «كتيبة 97 تطالب بالثأر»: ها هو العنوان وها هو الحائط.