لن يتغيّر الواقع الإسرائيلي إلا بإنهاء الاحتلال

الاحتلال-الاسرائيلى
حجم الخط

لا داعي للإنكار. فالصوت الانتخابي الإسرائيلي يتجه يمينا، وليس من الواضح لماذا. إن نظارات رئيس الحكومة لا يمكنها تغيير الحقائق: السكن يهرب، التعليم يصبح حريديا أكثر، الصحة تنهار، الخدمات الاجتماعية أصبحت نكتة، غلاء المعيشة في عنان السماء... كل ذلك أمور تُدحرج بسببها حكومات عن الدرج. ومع ذلك يتدفق الناخبون نحو اليمين.
لماذا؟ هل هم مجانين إلى هذا الحد؟ لا يمكن أن يكون الأمر هكذا. يجب أن يكون هناك سبب أفضل وأكثر عمقا.
كان يبدو للكثيرين في الآونة الاخيرة أن هناك رائحة حريق في الجو. «قريبا سيسقطون»، همس رؤساء الاحزاب الى بعضهم. وبعد ذلك على الفور تم افتتاح موسم الألاعيب. «هيا نضع القناع»، غمزوا بعضهم، «نتحد، ننفصل. نختار جنرالا. نُقيل مديرا عاما. نعود إلى الله. نقبل الملابس الدينية. نلعق ذلك الجدار...». زوجة الحاخام يائير لبيد قامت بصنع الخبز بمساعدة زوجها، لكن الألاعيب لم تنجح والتدفق يستمر.
يمكننا ايجاد حل جزئي لهذا اللغز في الاقوال الصحيحة  لكارل ماركس، أبي الشيوعية: «الواقع ينشئ الوعي». إن واقع حياة الانسان هو الذي ينشئ وعيه.
منذ خمسين سنة على الأقل تعيش إسرائيل واقع تجربة الاحتلال. واقع قمعي وشيطاني لا حدود له.
وعدد من يتعرضون لوعي الاحتلال – بعيونهم وأيديهم وأرجلهم وسلاحهم وأولادهم – في ازدياد.
ايضا قدرة الانكار المتطورة وجهود وسائل الاعلام لا يمكنها اخفاء تجربة حياتهم.
هم يعرفون من اعماق قلوبهم ما هم: معذِّبون، لصوص، يقومون بأعمال فظيعة بأيديهم أو يسلمون بوجودها، أو على الاقل يقومون بتمويلها.
لكنهم في الحقيقة لا يريدون أن يعرفوا أنهم على هذا الشكل. بل هم فقط يريدون أن يعرفوا وأن يؤمنوا بأنهم اشخاص جيدون ونزيهون. والأهم من ذلك أنهم ضحايا ومساكين.
ليس صدفة أن غضبهم موجه نحو اولئك الوقحين الذين يصممون على قول الحقيقة عن واقعهم.
إن الناخب الذي هو في نهاية المطاف مجرد انسان بحاجة الى الوعي وإلى القائد، بدل الأب والأنا في سيارة مصفحة، كي يلاطفه، ويقول له «أنت بحالة جيدة، وأنت ولد جيد».
هم الأشرار وليس أنتَ».
هناك قادة مثل هؤلاء في اليمين فقط، واليهم يتدفق الجميع.
لذلك فانه طالما يوجد احتلال فان اليمين هو الذي سيسيطر.
لذلك فان أي خداع أو قناع أو جنرال أو لعق، لن يفيد، لأنه يجب تغيير الواقع وليس القناع.
لذلك فان هناك طريقة واحدة للشفاء وهي انهاء الاحتلال، جميعه.
وبمرة واحدة، مع اتفاق أو دونه، فلنخرج من هناك، الجيش أولا، ويشمل ذلك سيطرته وميزانيته. وبعد ذلك – اوكار المستوطنين، ليس بالقوة. اذا أرادوا فليأتوا واذا لم يريدوا فليبقوا. ليس لدي شك أن الفلسطينيين سيتعاملون معهم بسخاء أكبر من الذي تعاملنا به مع الفلسطينيين.
لكن ذلك لن يحدث لأن الوقت أصبح متأخرا. ولأن العالم يصمت. ولأن البنغوريين والبيغنيين لم يعودوا في البلاد. وايضا ليس لدينا ديغوليون. لأننا بقينا مع السموترتشيين والحزانيين والالكينيين والبينيتيين. ولأنه يوجد لدينا ريغفيون وبيبيون.
هذا هو مصير كل مجتمع يقوم بالاحتلال.