"الصبح وقف قلب نورس ومعاذ، صارا بالجنة"، بهذه الكلمات نعى الدكتور محمد الكتوب، عضو المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية ومسؤول المناصرة في جمعية سامز الطبية السورية الأميركية، التوأم السيامي الذي كان من المفترض أن يخرج من دمشق إلى إحدى الدول لإجراء عملية الفصل، حيث ولد الطفلان في الغوطة الشرقية في حالة التصاق للبطن والصدر، وكان من المتعذر إجراء عملية لهما في سوريا بسبب ضعف الإمكانيات الطبية المتوافرة.
لكن المشكلة الأكبر كانت في تأمين خروجهما من الغوطة إلى دمشق ثم إتمام سفرهما إلى إحدى الدول التي عرضت استقبالهما، حتى أنهما في 11 آب الجاري وبعد وصولهما إلى حاجز للجيش السوري في الغوطة أعادهما إلى المدينة رافضاً إخراجهما منها.
وبعد نداءات استغاثة وجهت للأمم المتحدة ومعها الهلال الأحمر، ومناشدات من قبل الهيئة الطبية في المدينة وناشطين سوريين تفاعلوا مع القضية، وبعد ضغوط دولية، وافق النظام السوري على إخراج الطفلين من الغوطة، ووضعا في مستشفى خاص بعد رفض مستشفى الأطفال في دمشق استقبالهما، لتبدأ المماطلة في إخراج جوازات سفرهما، وعلى الرغم من أن هناك دولاً عرضت استقبالهما بلا جوازات سفر إلا أن النظام رفض إخراجهما.
وبدأت معاناة جديدة وهي اختيار الدولة التي قد تقوم بهذه العملية لهما، حيث رفضت عرض الكثير من الدول بحجة أنها تمس السيادة الوطنية. وعُرض بعد ذلك على النظام إخراج الرضيعين إلى بيروت لكنه رفض ذلك وقال إنه يبحث عن دولة تقوم بإرسال طائرة إخلاء طبي من دمشق كما قال الدكتور الكتوب.