تامير باردو يدق جرس الإنذار الكاذب !

20160209111635
حجم الخط

يُحذر تامير باردو من الحرب الاهلية. ومن تحليل أقواله يتبين أنه قصد حرب الأخوة. ولأن القبعة تشتعل على رأس السارق، فأتوقع أن باردو كان يقصدني أنا وأمثالي، المستوطنين الذين يُعدون في هذه الاثناء احتياجات حرب الأخوة. وفقط في اوساطهم توجد امكانية لهذا العنف المتطرف الذي سيؤدي الى نهاية «الهيكل الثالث». وفي المقابل، كان اليسار دائماً يسعى الى السلام، ولم يسبق له أن استخدم السلاح ضد اليهود.
    المتنبئون بين الفينة والاخرى يتنبأون بالحرب بين الأخوة، واولئك الذين يطالبون بهذه الحرب، حيث توجد رسالة إلهية في عيونهم. تُسمع هذه الدعوات منذ عودة صهيون في زمننا. ولكن القادة المسؤولين مثل مناحيم بيغن، قاموا بمنع ذلك. «فقط لا حرب بين الأخوة»، هكذا أمر بيغن اعضاء «الايتسل» في تلك الايام الظلامية عندما حدثت مذبحة «ألتلينا».
          قبل اربعين سنة، اثناء نضال «غوش ايمونيم» من اجل الاستيطان في «السامرة»، كانت هناك دعوات واضحة في اليسار، ولا سيما في الحركات الكيبوتسية، لرفع السلاح ضد «غوش ايمونيم». وهذا ما حدث ايضا عندما تم طرد اليهود من سيناء في سنة 1982 ومن غوش قطيف في سنة 2006. وقد قالت وسائل اعلام مجندة ومحرضة بأن عصابات المستوطنين، بمساعدة ضباط وجنود، تستعد لانقلاب مسلح من اجل افشال قرارات الحكومة. وقد سُمعت دعوات، ليس في هامش اليسار فقط، من اجل الحرب الاستباقية.
 ورغم أن نتائج «الحرب الاهلية» معروفة، إلا أن اشخاصا جديين يعودون ويحذرون من أمور لا أساس لها من الصحة. وهنا يتم طرح سؤال هل يمكن أن يكون باردو يحذر في هذه المرة من عنف اليسار؟ هذا محتمل بسبب استمرار فقدان السلطة. هل يمكن أن يحاولوا السيطرة عليها من خلال الحرب الاهلية؟ هذه الاقوال ليست صحيحة بالطبع، ليس لأن اليسار الراديكالي له حدود اخلاقية في استخدام القوة ضد المستوطنين، بل ايضا لأنه يفقد الطاقة المطلوبة من أجل هذه الحرب المقدسة.
          إن السلاح الوحيد الذي بقي لليسار المتفكك هو الصراخ «ذئب، ذئب». وقد حظيت اقوال باردو بالانتشار الواسع لأنها تستمر في التحريض ضد المستوطنين في شورش وبوريه روش والعنا.
  إن الجمهور مليء بالخوف، وقد تعلم أن الحرب الاهلية توجد فقط في قلوب المحرضين الذين يفقدون سيطرتهم على الدولة بسبب ذلك. وقد لاحظت ذلك في كل لقاء لي مع جمهور كان آباؤه ينتمون لليسار الصهيوني، مثل «مباي» و»أحدوت هعفودة «و»مبام».
  يمكن الافتراض بأن باردو مثل زملائه يوفال ديسكين ومائير دغان، يشعر بخيبة الأمل على خلفية التحول الذي يمر به المجتمع الاسرائيلي. وطالما استمر اليسار في كونه معارضة، فان تغيير الوجه هذا سيستمر ولن تجدي أي محاولة من اجل وقفه من خلال توقع نهاية العالم، الذي يتبين بسرعة أنه بلا أساس. إن أولئك الذين يحذر منهم باردو ليسوا مُعدين نفسيا ولا ايديولوجيا للحرب الاهلية. وقد أثبتوا ذلك من خلال التنديد بـ «الخلايا السرية اليهودية»، من الحائط الى الحائط ومن فوق أسطح يميت وحومش والبكاء الذي يفطر القلب عند فصلهم عن مشروع حياتهم في غوش قطيف ومذبحة عمونة.
   عندما يدق باردو جرس التحذير الكاذب لا يمكن قبول الجزء الثاني من اقواله، وهو أن ايران لا تشكل أي خطر. صحيح أن باردو يعرف في هذا المجال أكثر قليلا من المجال الثاني، لكن صمت الحكماء يكون أفضل. ومن اجل أن لا يتغاضى المجتمع الدولي عن مؤامرات آيات الله، فانه مطلوب من اسرائيل أن تكون متنبهة دائما.