ستعيد "مباراة الأساطير"، التي سيستضيفها مجمع فؤاد شهاب، في العاشر من أيلول/ سبتمبر الحالي، إلى الذاكرة أحداثاً كبرى شهدتها الملاعب اللبنانية، ودونت في السجل الذهبي للرياضة اللبنانية.
وما سيميز الحدث المقبل، هو كثافة النجوم العالميين المشاركين في المهرجان، بوجود أسماء لامعة كالفرنسي دافيد تريزيجيه والإسباني كارليس بويول والبرازيلي روبرتو كارلوس والبرتغالي لويس فيجو والإسباني ميشال سالجادو والحارس الألماني ينيز ليمان والإيطالي ماركو ماتيراتزي والإنجليزي بول سكولز.
وسيزين حضور "الأساطير" ملعب فؤاد شهاب، حيث ستتاح الفرصة لمحبي الكرة كباراً وصغاراً لمشاهدة النجوم، الذين عاشوا معهم أهم اللحظات الكروية، وهم يواجهون أبرز لاعبي لبنان السابقين.
وهذه المباراة التي ستكون حديث الساعة لدى اللبنانيين بعيداً عن مشاكلهم الحياتية اليومية، ستشكل أيضاً فرصة نادرة لعشاق كرة القدم البرازيلية والألمانية والإيطالية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية في لبنان والشرق الأوسط.
تاريخياً، عرف لبنان أحداثاً استعراضية، شهدت حضور أسماء عملاقة إلى لبنان، أبرزها مشاركة "الملك" بيليه مع النجمة في مباراته الاستعراضية أمام منتخب جامعات فرنسا عام 1975. وهنا لمحة موجزة عن أبرز المحطات الودية والاستعراضية التي عرفها لبنان:
"الملك" في قميص النجمة
تعتبر زيارة "الملك" بيليه إلى لبنان في نيسان/ أبريل عام 1975 من أبرز المهرجانات الكروية التي عرفها لبنان، إذ تحولت مشاركة "الجوهرة السوداء" مع فريق النجمة في مباراته أمام منتخب جامعات فرنسا إلى احتفالية تابعها على مدرجات استاد المدينة الرياضية في بيروت نحو 45 ألف متفرج.
وشارك بيليه يومها، في الشوط الأول حاملاً الرقم 10 على قميصه، الذي كتب عليه "الملك"، ولعب لمدة 15 دقيقة كحارس مرمى، ثم مهاجماً في بقية الشوط، فأمتع الآلاف بلمساته الساحرة.
وبعد نهاية الشوط الأول جلس بيليه بين الجمهور مرتدياً لباساً فولوكلورياً لبنانياً، ونال ترحيباً حاراً من الجمهور اللبناني، الذي هتف باسمه طوال فترات اللقاء، الذي انتهى بفوز النجمة 2 - 0.
زيارة آرارات
في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير 1974 كتب فريق النجمة صفحة ناصعة في تاريخ الكرة اللبنانية عندما أسقط فريق آرارات بطل الاتحاد السوفياتي وحامل كأسه حينذاك بهدف دون رد، أمام نحو 45 ألف متفرج في المدينة الرياضية.
آنذاك مثل زين هاشم ومروان النيغرو ونهاد ندا وحبيب كمونة وحسن شاتيلا ومحمد حاطوم ويوسف الغول.
الأهلي و"بيبو" يكرمان العدو
تحول مهرجان تكريم اللاعب والمدرب والإداري الراحل سمير العدو في 22 أيلول/ سبتمبر 1991 إلى احتفال استمتع به الآلاف في ملعب برج حمود، حيث تابعوا الأهلي المصري بكامل نجومه يفوز على النجمة بنتيجة كبيرة 6 – 1.
وسجل للأهلي حينذاك طارق خليل وربيع ياسين وأسامة عرابي وأيمن شوقي (2) وأحمد حسين، وللنجمة محمود حمود.
وبعد أيام من هذه المباراة، وتحديداً في 25 أيلول/ سبتمبر التقى الأهلي نجوم الأندية اللبنانية، فكرر فوزه بنتيجة 6 – 0.
وشهدت هذه المباراة مشاركة نجم مصر التاريخي محمود الخطيب (بيبو) مع الأهلي، في ثلث الساعة الأول، مرتديا القميص رقم 10، الذي حمله طوال مسيرته الكروية. وسجل أهداف الأهلي حينها أيمن شوقي (3) ومحمد رمضان (2) وعلاء ميهوب.
باستيا في ضيافة الأنصار
زار فريق باستيا الفرنسي بيروت، شتاء عام 1981، حين فاز على الأنصار بهدف لمهاجمه المهاجم الأسمر التاريخي روجيه ميلا الذي نجح في الدقيقة الأخيرة من المباراة بتسديدة أرضية إلى يسار الحارس العملاق عبد الرحمن شبارو اخترقت الشباك وفاز باستيا 1 - 0·
ورد الأنصار الزيارة لباسيتا بعد أشهر، فأعاد الاعتبار بفوز تاريخي على حامل كأس فرنسا حينذاك 2 – 1.
رومينيجه في بيروت
زار كارل هاينز رومينيجه بيروت صيف عام 2000، بدعوة من شركة "أديداس" للملابس الرياضية وبصفته سفيراً لها للمساهمة في إطلاق بطولة "أديداس" للصغار التي أجريت على ملعب الجامعة الأمريكية في بيروت بمشاركة ألف لاعب تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً.
وفي المناسبة عرضت الشركة لممثلي وسائل الإعلام قميص المنتخب اللبناني الذي ارتداه أفراده في كأس آسيا.
وتسلم رومينيجه واحدة منها من أمين عام الاتحاد السابق رهيف علامة، وهي تحمل توقيعات لاعبي المنتخب.
.. وبيبيتو أيضاً
استقبل لبنان نجماً برازيلياً آخر في تشرين الأول/ أوكتوبر 2003 هو بيبيتو، الذي ارتدى أيضاً قميص النجمة أمام فلامينجو البرازيلي، في مباراة انتهت برازيلية بثلاثية نظيفة.
وعلى رغم أن بيبيتو لم يشارك في كامل تلك المباراة، إثر الوعكة الصحية التي المت به حيث عانى من حرارة مرتفعة، فإن المناسبة شكلت فرصة للجمهور اللبناني للتمتع بمهارات اللاعبين البرازيليين.
وحظيت هذه النتيجة باهتمام وكالات الأنباء العالمية حينذاك، ودفعت بالمراسلين والمحررين من مختلف أنحاء العالم إلى التحري عن الفريق اللبناني، الذي كانت صفوفه تعج باللاعبين التاريخيين أمام فريق النجمة، الذي تألق في صفوفه موسى حجيج، فنال إشادة خاصة من بيبيتو، معتبراً بأنه "مرر رائع للكرات، وموهوب في أدائه. وقد لمس ذلك بعد تبادل التمريرات معه".
آسيا "2000" أبرز البطولات
أما على مستوى البطولات، فتبرز نهائيات كأس آسيا 2000 في واجهة الأحداث الرياضية التي استضافها لبنان، بعد الحرب الأهلية التي عصفت به، ودامت 15 عاماً بين عامي 1975 و1990.
واحتضن لبنان النهائيات القارية بين 12 تشرين الأول/ أوكتوبر و29 منه في ثلاثة ملاعب على استاد المدينة الرياضية في بيروت، بالإضافة إلى ملعبي صيدا في الجنوب، وطرابلس شمالاً.
ولكن فرحة اللبنانيين بهذا الحدث لم تكتمل لخروج "منتخب الأرز"، بقيادة الكرواتي جوزف سكوبلار، من الدور الأول، بعد خسارته امام إيران (0 – 4) وتعادليه مع العراق (2 – 2) وتايلاند (1 – 1).
وظفر "الكومبيوتر" الياباني بلقب تلك النسخة، إثر فوزه على "الأخضر" السعودي في المباراة النهائية، بهدف نظيف.
وفي سياق الأحداث الكبرى، تبرز أيضاً استضافة لبنان لدورة الألعاب العربية عامي 1957 و1997، وتصفيات كأس العالم في بيروت عام 1993.