الرائد المتقاعد افينوعم حداش، من سكان طبرية في غور الاردن، كان بين الشجعان في «البلماح». فبفضل شجاعته الاستثنائية تم الانتصار على القوة العربية والسيطرة على صفد في 10 أيار 1948. ومع انتهاء «حرب الاستقلال» أوصى قائد «البلماح»، يغئال ألون، بمنحه وسام البطولة. ولكن لم يحصل عليه لأن دافيد بن غوريون قرر منح هذا الوسام لمحاربين فقط من كتائب الجيش الاسرائيلي. جنود «البلماح» اعتبروه النموذج المثالي في الرعاية «البلماحية»، والقائد الذي يسير في المقدمة، وكثيرون يشتاقون اليه.
قبل ثلاثين سنة حققت مع أحد القادة القتاليين في «البلماح»، وصديقي العزيز المتوفى آريه عميت، حول المعركة في صفد. وقد توصلنا إلى الاستنتاج بأن الرواية المعروفة هي رواية كاذبة، لأن رجال الفرقة الثالثة في «البلماح» يخفون الفشل الذريع. وقد اقترح عميت علي اجراء مقابلة مع افينوعم في محاولة للحصول على الحقيقة منه. رفض افينوعم زاعماً أنني أكره «البلماح»، وأقوم بالتشهير به، لهذا لا أستحق أن يلتقي معي قدامى «البلماح».
واستنتجت أنا وعميت أن الحديث يدور عن سر الأسرار، الذي يبذل رجال الفرقة كل الجهد لاخفائه مثل رجال الفرقة الرابعة في «البلماح» الذين أخذوا على أنفسهم اخفاء الحقيقة عن معركة النبي صموئيل، والتي نجحنا في الكشف عنها في جهد مشترك.
قبل شهرين اتصل معي افينوعم، وهو الآن يبلغ التسعين من عمره، وطلب مني الالتقاء فوراً. وقد اعتذر لأنه رفض طلبي بفظاظة قبل ثلاثين سنة، وقال لي إنه بعد 68 سنة من العيش في اكذوبة، فهم ما حدث بالضبط في المعركة في صفد، في الليلة بين 9 – 10 أيار، وأن الرواية المتعارف عليها هي رواية كاذبة.
جميع اصدقاء افينوعم منذ ذلك الحين ليس فقط لا يريدون معرفة الحقيقة، بل ايضا قاطعوه في الفترة الاخيرة عندما قال لهم ما الذي كشف عنه. وحسب اقواله يبدو أن وصف المعركة كثيرة القتلى في النبي يوشع (قرب كريات شمونة) هو وصف كاذب، وايضا وصف معارك اخرى. هذا الادراك المتأخر، الذي هدم عالمنا لا يتركه يرتاح. فبعد تشاوره مع ابن عمه الذي هو من أبرز قادة المظليين سابقا، العقيد دوبيك روتنبرغ، قرر التوجه لي، فهو «معروف أنه لا يخشى أحداً».
بعد مقابلة مسجلة ومصورة لمدة خمس ساعات اضافة الى ست مكالمات هاتفية مطولة مع افينوعم، وبعد مقابلات مع آخرين ومراجعة كثير من الوثائق من تلك الفترة، يمكن القول إن للفرقة الثالثة في «البلماح» اسراراً ظلامية تم اخفاؤها بتواطؤ المقاتلين والقادة والمؤرخين والصحافيين المجندين ايضا.
لا مكان لأسرى الحرب
عند اندلاع «حرب الاستقلال» كان يسكن في صفد 1.500 اسرائيلي، وحوالي 11 ألف فلسطيني. وقد تم تعزيز الوجود العربي في لواء اليرموك السوري الثاني بقيادة أديب الشيشكلي. وبعد معركة النبي يوشع الثانية، التي سقط فيها 22 من مقاتلي الفرقة الثالثة، وصل يغئال ألون الى الجليل الاعلى، والتقى في كيبوتس اييلت هشاحر مع قائد الجليل، أوري يافه، ومع قائد الفرقة الثالثة مُلا كوهين ونائبه موشيه كلمان. كان والد كلمان مدير مدرسة في رمات هشارون واستاذا للبيولوجيا. واثناء النقاش قال كلمان إنه تعلم من والده أنه من اجل القضاء على الافعى يجب تحطيم رأسها ورأس عرب الجليل وصفد. وبهذا ولدت عملية «يفتاح» (يغئال فايكوبتش تل حي)، وتم تعيين ألون قائدا لها.
ذهبت الفرقة الاولى للبلماح، بقيادة دان لينر، الى هناك من أجل تنفيذ العملية. وفي الطريق قامت بتدمير كل القرى العربية من كيبوتس غينوسار وحتى روش بينه، قتل وطرد السكان في عملية «تكنيس». ايضا تفاصيل هذه العملية كانت هناك محاولات لاخفائها.
المهمة الاساسية للعملية كانت طرد عرب صفد والتي تم القاؤها على كلمان الذي تم ترفيعه الى رتبة قائد الوحدة. كان من المهم اخفاء اخفاقات عملية النبي يوشع ورفع معنويات الفرقة.
بدأت العملية في الأول من أيار. والهدف الاول في الطريق الى صفد كان عين الزيتون، حوالي كيلومتر شمال المدينة على مشارف جبل بيرية. وقبل ذلك بأسبوعين أنهى افينوعم دورة الضباط الاولى في «حرب الاستقلال»، بقيادة حاييم لاسكوف. ولكن تم منع منحه الرتبة لأنه تملص قبل انتهاء الدورة بدون إذن مع صديقة موشيه بيلد من معسكر دوره من اجل الذهاب الى نتانيا لمشاهدة فيلم «ذهب مع الريح».
وعلى الرغم من ذلك، ولأن الملكات القيادية كانت معروفة، عند عودته الى الوحدة في جبل كنعان تم تعيينه قائدا لفرقة كوماندو للفرقة 12 في احتلال طبرية. وبعد وصوله الى جبل كنعان قام كلمان بتعيينه قائدا لقسم على الرغم من عدم معرفته لاغلبية مرؤوسيه.
حسب شهادته: «القسم الخاص بي هو الذي قاد الفرقة من جبل كنعان الى عين الزيتون. وقال يغئال ألون: «أريد أن تكون ضجة لمرة واحدة». وقد كانت لدينا ماكينتا اطلاق نار مع صناديق ذخيرة وصلت من تشيكوسلوفاكيا وراجمة دافيدكا واحدة وثلاث قاذفات. وصلنا أعلى القرية، وقام يوسكا بولبوس بتشغيل الدافيدكا. وفي القصف الاول صرخ: يحيا «البلماح». وفي القصف الثاني صرخ: تحيا الفرقة الثالثة. وفي القصف الثالث انتهت لديه الشعارات. وقد التقى معي وصرخ: يحيا افينوعم. أخاف الرأس الفظيع لقذائف الدافيدكا عرب القرية، حيث هرب معظمهم. سيطرنا على القرية بدون معركة. اختبأ 56 رجلا تحت الأسرة، وتم جمعهم في الساحة المركزية.
«بعد أن انتهيت من تناول الفطور الذي احتوى على كثير من البيض بسبب عثورنا على كمية كبيرة منه في المنازل، وصل كلمان على عجل واستدعاني الى المسجد على الفور، حيث وضع فيه قيادة الفرقة. وفي الطريق انضم لي ابراهام نرفان (الجنجي). وقد توجهت اليه في المسجد قائلا: «ما الاخبار يا موشيه؟». وأجابني: «هناك مشكلة يا أفينوعم». هجوم اللبنانيين على رموت نفتالي تم فضه، ونحن لسنا بحاجة الى أسرى حرب. لقد أمسكنا بـ 56 عربياً وليس لدينا مكان أو حراس للحفاظ عليهم. خُذهم الى الاسفل، الى نهر ليمون واقض عليهم». قلت: «لن أفعل ذلك، يا موشيه، بأي شكل من الاشكال، لا يوجد أمر كهذا. أنت تريد القضاء عليهم، افعل ذلك بنفسك.
أنا لا أطلق النار على الأسرى». وعندها توجه الى نرفان الذي أجابه: «ما قاله افينوعم ينطبق عليّ. أنا ايضا لن أفعل ذلك، لا يوجد أمر كهذا».
تم نقل الأسرى الى جبل كنعان وبعد ذلك تم قتل أغلبيتهم في أحد الوديان وأيديهم مكبلة، كما وصفت احدى المقاتلات في الفرقة التي تدعى نتيفا بن يهودا. وقد كتبت عن ذلك في كتابي «التجني في دير ياسين – الكتاب الاسود». هذا عمل فظيع آخر للفرقة الثالثة، الذي لا يرتبط بأفينوعم، لهذا لن نتحدث عنه هنا.
حان وقت الانتقام
انتقلت الفرقة من عين الزيتون الى صفد. في مركز المدينة يوجد نصب تذكاري قديم يعود للفترة الكنعانية و»الهيكل الثاني» وفترات اخرى: الصليبية، المملوكية والعثمانية. لقد اعتقد كلمان أن من يسيطر على هذا النصب فانه يسيطر على المدينة. في 6 أيار قام بارسال قوة بقيادة دوف زعيرا للسيطرة على النصب. وحسب اقوال زعيرا «تقرر أن أنقض على النصب مع فرقتين. وتبين أنه لا مكان للفرقتين، حيث إن واحدة كانت معرضة لاطلاق النار. وصلت الى أسفل النصب الذي لم أتلق معلومات عنه. ومن اجل العبور كان الجميع معرضين لاطلاق النار. كان هذا مكاناً للموت. وعندما وصلت الى منتصف الممر، لم يبق معي جنود. فبعضهم قتل وبعضهم أصيب، فقمت بالانسحاب».
في تلك الليلة كان افينوعم في فندق «شيتبال»، حسب اقواله، «في الساعة الرابعة والنصف صباحا اتصل معي كلمان وقال «توجد مشكلة كبيرة، يبدو أن الهجوم قد فشل. وهم يقولون إنهم لا يستطيعون اكمال المهمة. قم بأخذ جنودك واذهب الى هناك وافحص اذا كان يمكن إصلاح الامر. واذا اضطررتم الى الانسحاب فانسحبوا. ولكن حاول أن يكون ذلك بأقل ثمن».
قفزت من الموقع الموجود على السطح ونزلت الى الأسفل. على مدخل الفندق كان هناك ثلاثة ضباط ممددين، حيث اصيبوا اصابات بالغة بقذيفة، وذهبت على رأس الفرقة الى صفد. كان الرصاص يطير فوق رؤوسنا، وهو الذي أطلق من رشاش عربي من نوع «ويكرس» كان يوضع في منطقة عالية. هنا فهمت أنه لا يمكن الانقضاض تحت وابل الرصاص هذا، فأمرت جنودي باخلاء المصابين والقتلى التابعين لدوف. وقمت بتمشيط ساحة المعركة. وقد لاحظت وجود منطقة محمية من الرصاص يمكن الذهاب من خلالها دون التعرض للاصابة. وتبين لي أن دوف قد تسبب بقتل سير تسفاتي وزئيف كوهين الذي قتل ايضا. واثناء الجولة لاحظت عاموس بن بورات وهو مستلق على الارض ومصاب باصابة بالغة. فقمت بحمله على كتفي وأخرجته من هناك.
زئيف كوهين، قائد القوة، لم يتم اخلاؤه، فقد قتله العرب ونكلوا بجثته وأعلنوا ذلك على الملأ. كان زئيف شخصية معروفة جدا في المدينة. وقد أراد يهود صفد الانتقام. ويقول افينوعم: «لقد أمرني كلمان بالذهاب الى جبل كنعان مع ضابط شرطة اسرائيلي من صفد لاختيار عشرة من العرب واعطائهم لليهود من صفد. وقد قمت بتنفيذ هذا الأمر، حيث فعل بهم يهود صفد كما فعل العرب بزئيف كوهين».
الاحتياط يلحق الضرر
بعد أن قام باخراج بن بورات، واصل افينوعم الى قيادة كلمان. افينوعم: «أعطيت قائد الفرقة التفاصيل حول المعركة. وسأل: «هل أنت مستعد لقيادة الهجوم التالي على النصب؟». وأجبته بنعم، شريطة أن يتم اعطاؤنا توميغانات اميركية ورشاشين، بدل الستانات التي تطلق النار بصعوبة. وقد وافق على ذلك. ولأنني كنت أعرف المنطقة جيدا، فقد قررت الصعود الى النصب عن طريق المنطقة الميتة مع عشرة اشخاص. والباقون، اضافة الى رجال دوف الذين لم يصابوا والذين يبلغ عددهم 60 شخصا، سيشكلون الاحتياط المرافق. وضعت اليعازر بن نفات كنائب وبديل لي اذا أصبت. مطلقا الرشاشين كانا دان شيلغ ومئير محاتي. بعد يومين خرجنا في الساعة التاسعة والنصف مساء الى المهمة. وذهبت قوات اخرى لاحتلال بيت شلفا على مدخل صفد ومبنى شرطة المدينة.
«تقدمنا في المنطقة الميتة. ومن فوق رؤوسنا طار الرصاص، لكنه لم يُصبنا. وفجأة سقط عليّ شخص. توقفت في الممر. وفجأة وقعت في حفرة كبيرة وسمعت من خلفي صوت اليعازر: «لقد أصبت في ظهري». قدمي تحطمت تماما. ومنذ 68 سنة وأنا أتساءل، وقبل اسبوع فقط فهمت أن العرب ليسوا هم الذين أصابونا، بل جنود الاحتياط لدينا الذين كانوا في الخلف، حيث إن الرشاش العربي الذي كان فوقنا وأمامنا لم يكن يمكنه اصابة اليعازر في ظهره واصابة قدمي. جنود الاحتياط قتلوا اربعة اشخاص. يحدث هذا الامر في المعارك. لست غاضبا. لقد فقدوا التوازن ودخلوا في حالة رعب، ولكن ليس قائد الفرقة. ولم يأت أحد من قوات الاحتياط لإنقاذي وإكمال المهمة.
«بقيت وحدي طوال الليل على بعد 40 مترا فقط عن موقع الرشاش العربي. أحيانا كنت أفقد وعيي. وعندما كنت أكون واعيا كنت أصرخ كي يأتوا لانقاذي، لكن لم يأت أحد منهم. تركوني هناك لأموت. فكرت بيني وبين نفسي أن علي تنفيذ ما وعدت كلمان به – احتلال النصب. عندما كنت طفلا كان والدي يرسلني للنوم ليلة كاملة مع الذئاب في الحقل، لأنني لم أنفذ ما طُلب مني. ومنذئذ وأنا أتمسك بكل مهمة تلقى عليّ. لذلك لم أفكر بالزحف الى الخلف.
«تقدمت من الموقع تحت اطلاق النار من الطرفين، قفزاً بقدم واحدة وزحفا، الى أن وقعت في بئر ليس بعيدا عن موقع الرشاش. خططت للزحف اليه والقاء قنبلة. وفجأة سمعت صوتا يشبه صوت المياه العذبة، لم أكن أعرفه: «أين أنت، يا افينوعم؟». «أنا خلف الاكياس التي تحمي الموقع مستلقيا داخل حفرة»، أجبت بصراخ. ورأيت حذاء عسكريا أسود قرب رأسي».
اقضِ على هؤلاء السفلة
كان ذلك هو ميخائيل بوش، أحد الناجين من الكارثة، الذي وصل الى البلاد مع أبناء طهران في شباط 1943 وتم ارساله الى الجليل مع آخرين من تل ابيب، الذين كان يطلق عليهم لقب «خريجي بروكلين» تفكها، على اسم مقهى في تل ابيب، حيث كانوا يلتقون هناك قبل التجنيد. بوش هو محام الآن في تل ابيب، حارب في الحرب العالمية الثانية في بريغادا، وفي ايطاليا، وكان مختصا بقذائف فيات المضادة للدبابات. ورغم أنه كان الاكثر خبرة عسكرية من بين محاربي الفرقة الثالثة، لم يتم ترفيعه وبقي جنديا عاديا لأنه لم يكن واحدا منا.
قال بوش: «بعد الفشل الاول في صفد أحضر يغئال ألون قاذفة فيات. وقد عرف أنني استطيع تشغيلها. فقال لي: «ستأتي معنا في الهجوم الثاني». دفع افينوعم المقاتلين الى الأمام، والرصاص كان من اليمين واليسار. وسمعت افينوعم يصرخ، فتوجهت اليه زاحفاً».
اليكم الحوار الذي دار بينهما تحت موقع العرب:
افينوعم: «من أنت؟».
بوش: «لقد أحضرت لك فيات».
افينوعم: «لا أعلم أن لدي فيات».
بوش: «لقد حصلت عليها، أمس، في المساء، وقيل لي إنني ذاهب مع افينوعم».
افينوعم: «اذاً، لماذا تقوم بطرح الاسئلة؟».
بوش: «ماذا يجب عليّ أن أفعل؟».
افينوعم: «اقض على هؤلاء السفلة».
بوش: «نحن قريبون جدا. يحظر علينا الاطلاق من هنا لأننا سنُقتل».
افينوعم: «كفاك تشويشا وقم باطلاق النار».
بوش: «ليكن ذلك على مسؤوليتك».
افينوعم: «هذا جيد، على مسؤوليتي، هيا ابدأ باطلاق النار».
قام بوش بالاستلقاء في الحفرة الى جانب افينوعم من اجل اعداد السلاح.
افينوعم: «ما الذي تفعله؟ هيا قم باطلاق النار».
بوش: «لحظة، يجب اعداد السلاح. حسناً، أنا جاهز».
افينوعم: «اقض عليهم، إذاً».
وحسب افينوعم: «رفع بوش مقدمة الفيات وأنزل رأسه وقام بالضغط. وعلى مدى خمس دقائق سقطت علينا أكياس الرمل مثل الخفافيش. توقف اطلاق النار. وسمعت الممرض، يان كليه كلاك، يقول: «افينوعم، أين أنت؟». «لقد أصبت في قدمي» أجبت. لقد جاء إليّ مع بني من أسدوت يعقوب، وقاما بعلاج قدمي. وبعد ذلك قاما بنقلي الى مستشفى صفد».
بدون اصدقاء
بعد أن قام بوش بالقضاء على موقع ويكرس العربي، هرب جنود جيش الانقاذ خوفاً من أن يقتلهم اليهود، مثلما قتل الرجال في دير ياسين، هربوا في 10 أيار 1948 قبل اقامة الدولة بخمسة أيام، ولم يبق أحد من العرب في صفد.
افينوعم: «بوش الذي لم يكن من البلماح هو البطل الحقيقي لاحتلال صفد. وقد انضم لي في وضح النهار تحت اطلاق الرصاص، واحتل النصب. ويفخر رجال البلماح حتى الآن برعايتهم المشهورة لبعضهم. وهم يزعمون أن البلماح لا يترك المصابين في الميدان. لكني بقيت مصابا ليلة كاملة رغم أنهم كانوا قريبين مني. إنهم يفخرون ايضا بالقائد الذي يسير في المقدمة. لقد أدركت في صفد أن القادة موشيه كلمان ونائبه بقيا في أمان في الخلف. قبل ذلك بعشرين يوماً هاجمت الفرقة النبي يوشع وخلفت 22 قتيلا. لقد تركوني لأموت في صفد، واليوم ايضا عندما اكتشفت الحقيقة بقيت بدون أصدقاء. إنهم يفضلون الإبقاء على الكذب. وصديقي الاقرب الجنرال ومدير عام وزارة التربية والتعليم سابقا، العاد بيلد، قاطعني. أدرك وأنا في التسعين من عمري أن روح البلماح كانت كذبة».