• وقاحة
عندما تجد مجموعة من المستوطنين أن لها الحق في الاعتراض والاحتجاج على شق طريق داخل أراضي الضفة الفلسطينية من قبل السلطات المحلية الفلسطينية (طريق تربط قرى بني فاضل وعقربا جنوب نابلس بالأغوار)، وعندما يعتبر هؤلاء المعتدون على الأرض والحق الفلسطيني أن أي تطوير لشبكات الطرق الفلسطينية عمل غير قانوني ويشكل خرقاً أمنياً خطيراً يستدعي التدخل السريع من جيش الاحتلال وما يسمى بالإدارة المدنية، فإن كل الأطراف الفلسطينية السياسية والأهلية والقانونية عليها الاستنفار والتحرك الفوري لبحث هذه المهزلة ووضع النقاط على الحروف وتعريف الشعب الى أي مدى أو أي منزلق يستطيع اتفاق أوسلو أن يأخذنا.
• البوركيني والفيسكيني
انشغل العالم الغربي والعربي، الحر والمتحرر، بكافة طوائفه وأحزابه ومنظماته بقضية لباس البحر الإسلاموي المسمى البوركيني، وكأن هذا اللباس يستر عورة أو يشكل اعتداء على حرية أحد، المصيبة ان الأوروبيين يعتبرون هذا اللباس مظهراً دينياً والمتأسلمين يعتبرونه، رغم انه لا يمتّ للاسلام وتقاليده بصلة، لباساً إسلامياً ومنعه يعتبر تعدياً على الحريات الشخصية، ماذا سيقول هؤلاء جميعاً عندما يجدون امرأة يهودية من الحريديم تلبس البوركيني وقد بدأ ينتشر بينهن، أو امرأة صينية تلبس لباساً يغطي كل الجسم والوجه والرأس أيضاً، منتشر في الصين يسمى الفيسكيني، على شواطئ فرنسا، هل ستمنعهن السلطات من السباحة اذا تبين أنهن يهوديات أو صينيات أم أن المنع محصور بالمسلمات؟ لشعوب العالم قضايا أهم وأعقد من البوركيني والفيسكيني، قضايا تتعلق بحقوق إنسانية مسلوبة تحتاج لاهتمام مواز على الأقل للاهتمام المسلط على لباس المرأة على البحر.
• استقالات
في عام 2006 استقال وزير التعليم الكوري الجنوبي، بسبب حالات تسمم طلاب تناولوا وجبات إفطار لم تكن صحية بقدرٍ كافٍ، وفي عام 2008 قدم وزير الزراعة الياباني استقالته بسبب سماح وزارته باستيراد أرز ملوث، وفي 2011 استقال وزير الداخلية البريطاني بعد العثور على رسالة بريد إلكتروني أثبتت أن طلبه استقدام مربية قد لقي (عناية خاصة!) وفي عام 2012 استقال وزير الطاقة البريطاني بسبب تحايله على النظام، بتسجيله غرامة تجاوزه السرعة على رخصة القيادة الخاصة بزوجته وفي عام 2016 استقالت وزيرة التعليم العالي السويدية بعد أن تم ضبطها وهي تقود سيارتها تحت تأثير الكحول، مسؤولون كبار من مختلف أصقاع الدنيا استقالوا من مناصبهم تعبيراً عن اعترافهم بخطأ ارتكبوه، عن قصد أو بدون قصد، حتى ولو كان هفوة أو زلة لسان، فقط في بلاد العرب أوطاني، المسؤول ينتظر من الشعب أن يعتذر له لأنه طالب بمحاسبة هذا المسؤول، تلك هي الديمقراطية التي لا مثيل لها.
• الخبز والملح
من تقاليد عدد من الشعوب أن يتم استقبال الضيف بقطعة خبز وقليل من الملح، يقوم الضيف بغمس قطعة الخبز بالملح ويأكلها وذلك تعبيراً عن تعزيز الروابط بين الضيف والمضيف، ولا يعلم كلاهما ان الخبز نفسه يحوي كمية لا بأس بها من الملح قد تتجاوز 2% من وزن الخبز، والفرد منا يستهلك يومياً ما معدله 18 غراماً من الملح مع ان حاجته الحقيقية هي 2-3 غم يومياً فقط، إضافة الملح للخبز ضروري فهو الذي يعطي للخبز نكهته وهو يحسن ملمس الخبز وقوامه، وفي نفس الوقت فالملح يتحكم في عملية التخمر لعجينة الخبز، لكن يجب إضافة كمية الملح المطلوبة بدقة حتى لا يكون للخبز المملح بشكل زائد تأثيرات سلبية على صحة الإنسان ومنها ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وغير ذلك، ومن هنا جاء قرار وزارتي الصحة والاقتصاد الوطني بفرض المواصفة الفنية التي تحدد نسبة الملح في الخبز المقدم للمواطن.