نحن شعب ناضل وكافح أكثر من مائة عام منذ الانتداب البريطاني على فلسطين ثم بعد النكبة عاش ثورات عدة على ارض فلسطين وفي الشتات, ثورات قادها رجال آمنوا بأن فلسطين لا ترجع إلا بالقتال والدم , ولكن نتيجة لظروف خاصة بثورتنا الفلسطينية المعاصرة تغيرت بعض المفاهيم لتحقيق الانتصارات , ان صح التعبير وهمية بإقامة دولة فلسطينية على الارض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 أي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة , آمنت قيادتنا التي كانت تحت إطار منظمة التحرير بذلك وخاصة فتح والفصائل الأخرى.
ثم ظهرت في الانتفاضة الاولى 1987 قوي اخرى غير فصائل منظمة التحرير وهي حماس والجهاد الاسلامي , قلنا ونتيجة لظروف خاصة مرت بها منظمة التحرير الفلسطينية تم تويع اتفاقية اوسلو التي بموجبها عاد الى أرض الوطن آلاف مؤلفة من أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة قواه العسكرية التي كانت موجودة في الشتات والتي شاخت نتيجة لزيادة زمن الشتات.
المهم عاد ابو عمار ورجال منظمة التحرير الى ارض الوطن واصبح جزء كبير من هذه القيادات التي كان يطلق عليها فدائيو الشعب الفلسطيني أصبحوا وزراء ومدراء وعقداء وألوية .. الخ , بمعنى قد طاب لهم حلو العيش وأصبحت لنا سلطة وطنية فلسطينية مع ان كلمة وطنية لا تكتب إلا بين الفلسطينيين لأنها حسب تعريف العالم لها هي سلطة فلسطينية بلا وطنية ..!!
وجاءت الانتخابات الفلسطينية الاولى في عهد السلطة الفلسطينية سنة 1996 والتي لم تشارك بها حماس ولا الجهاد الاسلامي ولا بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية , وفازت بها قائمة حركة فتح وظلت حركة فتح على رأس السلطة الفلسطينية والبرلمان الفلسطيني عشر سنين فهي من قام بصياغة قوانين عدة من خلال مجلس تشريعي اغلبه من اعضاء فتح بمعنى تم عمل قوانين الانتخابات علي ايديهم.
ثم جاءت انتخابات 2006 حيث شاركت كافة الفصائل وحماس وامتنعت الجهاد وفازت حماس ولكن ديمقراطية الفلسطينيين لم يتم تنفيذها جيداً حيث ان استلام السلطة من يد فتح الى يد حماس لم يمر بسهولة ويسر كما هي العادة في الدول المتحضرة والمتقدمة , وحصلت بعض المشاكل الامنية الكبيرة بين فتح وحماس الامر الذي جعل حماس تدخل معركة كسر العظم مع فتح وتستولي على قطاع غزة بالكامل واصبح الشعب الفلسطيني يعرف كلمة الانقسام الفلسطيني فأصبح عندنا سلطتين واحدة في غزة واخرى في الضفة.
واصبحت كافة القوى الفلسطينية والدول العربية تريد ان تدمل هذا الجرح الفلسطيني فكانت عدة اتفاقيات من مكة الى القاهرة الى الشاطئ الى .. الى .. , ولكن الانقسام كان سيد الموقف.
الى ان جاء هذا العام 2016 واعلن الرئيس الفلسطيني اجراء انتخابات محلية على البلديات والمجالس علّه يكون مقدمة لانتخابات تشريعية ورئاسية , ووافقت حماس على اجراء هذه الانتخابات ودخلت حماس بقوة وبدراسة ودخلت فتح بعاطفة وشعارات ودخل اليسار الفلسطيني بتحالف قوى اليسار الخمس وبدأت المعركة , حماس درست كافة اعضاء فتح المرشحين فرداً فرداً ولعبت علي القانون العام للانتخابات جيداً وبدأت بإقصاء قوائم فتح عن الدوائر الانتخابية , قائمة قائمة , وكأن فتح غائبة عن هذا الاجراء وانا متأكد ان فتح لم تقم بعمل بحث عن اعضاء حركة حماس المرشحين للانتخابات , وعندما طفح الكيل بذلك اصدرت المحكمة العليا في الضفة قرار بتأجيل الانتخابات او بمعنى آخر إلغاء الانتخابات حتى اشعار آخر , والسبب غير وجيه وهو ان القدس غير مشمولة بالانتخابات , هذا غير صحيح , متى يحق لنا ويحق للسلطة اجراء انتخابات في القدس ؟؟ هل السلطة لها سيطرة على شبر واحد في القدس؟؟ لا طبعاً ولكن السبب هو عدم فهمنا نحن للديمقراطية ولا للانتخابات ولا لأي شيئ آخر , نريد كل شيئ ان يكون على مقاس الحاكم في رام الله وفي غزة , وهذا هو سبب ضياع الانتخابات وسبب ضياع القضية الفلسطينية فالشعب المنقسم من الصعب عليه ان يؤمن بالديمقراطية وبالانتقال السلسل للحكم لأن فاقد الشيئ لا يعطيه.