لطائرة التركية التي وصلت، فجر الأحد، إلى مطار شرم الشيخ في مصر لم تقل فقط سيّاحا، معظمهم من الروس، بل حملت أيضا أنباء سارة للقطاع السياحي الذي يمثل حجر أساس للاقتصاد المصري.
وهذه أول طائرة تركية تصل إلى المنتجع الواقع على البحر الأحمر، بعد نحو من عام على تعليق أنقرة وموسكو ولندن الرحلات إلى مصر إثر سقوط طائرة ركاب روسية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ.
وسقطت الطائرة الروسية التي كان على متنها 224 شخصا، معظمهم سيّاح روس، بعد وقت وجيز على إقلاعها من مطار شرم الشيخ في 31 أكتوبر 2015، ليتبين لاحقا أن الحادث ناجم عن "عمل إرهابي".
وعقب الهجوم الذي تبناه داعش، تكبّد قطاع السياحة خسائر في الإيرادات، لاسيما أن الروس والبريطانيين يشكلون ثلثي حركة السياحة في شرم الشيخ، حسب تصريحات سابقة صادرة عن وزارة السياحة.
إلا أن جهود الحكومة المصرية أثمرت أخيرا في رفع موسكو الحظر الذي كانت قد فرضته على مواطنيها بشأن التوجه إلى شرم الشيخ، لتحط الأحد في مطار المنتجع طائرة تركية، معظم ركابها من السيّاح الروس.
وهذا التطور الذي يأتي بعد أكثر من أسبوع على إعلان أنقرة رفع تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ، يشي باتخاذ كل من لندن وموسكو في القريب العاجل قرارات مماثلة ستعكس حتما بشكل إيجابي على القطاع السياحي.
وفي انتظار القرار الروسي المرتقب برفع تعليق الرحلات خاصة بعد الاجتماع الأخير للرئيسين فلاديمير بوتن وعبدالفتاح السيسي على هامش قمة العشرين بالصين، ستقل الطائرات التركية السواح الروس في تطور إيجابي هام للسياحة.
والسياحة تعد الشريان الأساسي للاقتصاد المصري، وكان عدد السواح قد تهاوى في الربع الأول من العام الجاري 40 بالمئة، الأمر الذي وضع الحكومة المصرية أمام تحدي النهوض مجددا بهذا القطاع الحيوي.
وكان وزير السياحة، يحيى راشد، الذي تولى منصبه في مارس 2016، أعرب عن ثقته في قدرة القطاع على اجتذاب ملايين السياح الأجانب إلى بلاده من جديد، مشددا على أولوية استعادة حركة السياحة.
وقال الوزير، في أبريل الماضي، إن الهدف اجتذاب 12 مليون سائح بنهاية عام 2017، ما يؤكد عزم الحكومة المصرية على إعادة العافية قطاع السياحة، الذي يعد أحد ركائز الاقتصاد ومصدرا هاما للعملة الصعبة.
ورغم أن هبوط الطائرة التركية يحمل إشارات إيجابية، فإن أمام الحكومة المصرية خطوات أخرى لانعاش السياحة التي كانت قد بدأت مسيرة تكبد الخسائر حتى قبل حادثة سقوط الطائرة التابعة لشركة متروجت الروسية.
وكان أكثر من 14.8 مليون سائح زار مصر في 2010 قبل الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، الذي شهد انخفاض عدد السواح إلى 9.8 مليون، واستمر هذا التراجع في السنوات التالية.