كل طفل هو هبة من الله يفترض الحفاظ عليها ورعايتها، لكن، ورغم ذلك، ثمّة دوماً ولد يحظى باهتمامٍ خاص، وفق مقال نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية. فما السبب وراء كل هذا الاهتمام؟
نشر الكاتب العلمي الأميركي جيفري كلوغر أخيراً كتاباً يقول من خلاله إنّ 95 في المئة من الآباء والأمهات في العالم لديهم طفل مفضل، والخمسة في المئة الأخرى تكذب. قد تكون هذه الأرقام تخمينات، لكن هناك الكثير من الأدلة التي تبرهن العكس. فقد استشهد كلوغر بدراسة أجريت في كاليفورنيا حول 384 عائلة زارها ثلاث مرات في السنة وسجل شريط فيديو يبرز الصراعات الدائرة في ما بينها. ووجدت الدراسة أن 65 في المئة من الأمهات و70 في المئة من الآباء، أظهروا عن تفضيلهم لطفلٍ واحدٍ. هذه الأرقام غير مؤكدة، لأن الناس قد لا تبوح بكل الحقيقة عندما تكون قيد المساءلة، ويبدو أنّ الأكبر سناً يترأسون القائمة.
نُشرت دراسة عام 2009 لباحثين بريطانيين، ديفيد لوسون وروث مايس، أجريت على 14.000 عائلة في منطقة بريستول. ووجد الباحثون أن كل ولد على التوالي تلقى بشكلٍ ملحوظ رعاية واهتمام أقل من الذين سبقوه. ومن المحتمل أن يكون الأكبر سناً أذكى من الأشقاء الأصغر لاستفادته من اهتمام والديه الكامل.
يقول علماء الأنثروبولوجيا وعلماء النفس التطوري إن الولد البكر يتلقى كميةً كبيرة من الحنان، مما يؤدي إلى احتفاظه بذلك.
تقول الأستاذة في علم النفس في جامعة كامبريدج ومؤلفة للعديد من الكتب حول ديناميات الأسرة تيري أبتر، أن اهتمام الوالدين الموجه لجهةٍ ما يترك تأثيراً أعمق مما نتصور.
فالتداعيات النفسية على الأطفال الأقل تفضيلاً، ينمي لديهم شعور عدم استحقاق الحب مما قد يسهل عملية العثور عليه خارج نطاق الأسرة. كما يعتقد أحد العلماء أن تفضيل الأهل لولد هو شكل من أشكال الحب الذي لا ينبغي الإفصاح عنه حتى لو كان يُعتقد وجود جهة مفضلة. لكن إذا جرى التحدث عنها أمام طفل، ستثبت في ذهنه إلى الأبد.