المفوض العام لـ”أونروا”: من يبقى حيا في اليرموك فتلك معجزة

حجم الخط

وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية (أونروا)، بيير كرينبول، الحياة في مخيم اليرموك، للاجئين الفلسطينيين، جنوبي العاصمة السورية “دمشق”، بـ”الجحيم”، وأن بقاء “الأحياء” في داخله “معجزة”.

وأضاف كرينيول في مقالةٍ نشرها الثلاثاء، إن أوضاع اللاجئين داخل مخيم اليرموك، الذي يسيطر تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة منه، تُحتم على المجتمع الدولي الاستجابة للمآسي، وتقديم المساعدة الإنسانية لآلاف المدنيين المحاصرين داخل المخيم.

وقال كرينبول إنه التقى خلال زيارته مركز إيواء يقيم فيه أشخاص تمكنوا من الخروج من مخيم اليرموك، بطفلين رضيعين، كانا قد غادرا اليرموك، في الأسبوع الماضي.

وتابع:” أن يبقى الطفلان على قيد الحياة، فتلك معجزة، اليرموك بات جحيما بل هو كما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (الدرك الأسفل للجحيم)”.

ولفت المفوض العام الانتباه إلى مأساة طفليْن فلسطينييْن لاجئيْن، (جهاد عمره 14 يوما، ومحمد (3 أشهر)، مضيفا:” لدى نظري إلى تلك الوجوه الصغيرة البراقة ولمسي لأياديهما النقية، فإن المنطق وراء مهام ولايتنا الإنسانية ومهمتنا بتقديم الحماية لم تكن يوما ما بأقوى مما شعرت بها حينها”.

وكان المفوض العام لـ”أونروا”، وصل، السبت الماضي، الى دمشق في زيارة تهدف، بحسب بيان صادر عن الوكالة، الى البحث مع المسؤولين السوريين “في مقاربات سلمية لمعالجة التداعيات الإنسانية للوضع″ في اليرموك.

وأكد كرينيول، أن مخيم اليرموك، يعاني من الحصار، والجوع، وأن الفرد يقتات على( 400 سعر حراري)، في اليوم الواحد فقط.

وشدد على أهمية تقديم المساعدة، لمن قرروا الخروج “مؤقتا” من مخيم اليرموك، وإيجاد مأوى في مكان آخر، وأن يفعلوا ذلك بأمان.

ودعا كرينبول إلى  وقف الأعمال العدائية، والضغط على الجهات المسلحة في اليرموك من أجل إنهاء “الصراع″، وأن يكون اليرموك المكان الذي تتأسس فيه سياسة الممكن، وأن يبقى له “وجهه الإنساني”.

وتفيد مصادر فلسطينية بأن 2500 لاجئ فلسطيني من أصل 18 ألفا تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول تنظيم داعش، بعضهم بتسهيلات من قوات النظام، وبعضهم تسلل إلى الخارج من نقاط مختلفة.

وفي الأول من أبريل/نيسان الجاري، دخل مسلحو تنظيم “داعش” مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين تنظيم يتواجد في المخيم، يدعى “كتائب أكناف بيت المقدس″، وسيطر التنظيم بحسب أرقام منظمات حقوقية دولية على أكثر من 80% من مساحة المخيم(البالغة 2,1كم2).

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إنها تقف عاجزة عن تقديم المساعدات لأهالي مخيم اليرموك، في ظل استمرار الاشتباكات بين التنظيمات المسلّحة داخل المخيم.

وكان نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك قبل بدء الصراع السوري في 2011، وبعد أن تعرض للحصار منذ أكثر من عامين إضافة إلى “القصف اليومي”، فر ما لا يقل عن (185 ألفا) من أهالي المخيم بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار.

ودخل الصراع في سوريا عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.