يريدون نهب السعودية

سامي القيشاوي
حجم الخط

منذ عام 1973 وحربها العربية الاسرائيلية واستخدام سلاح النفط في هذه المعركة بغض النظر عن اهدافها السياسة وما آلت إليه احوال الدول العربية ودول الطوق العربي خاصة , تم استخدام هذا السلاح الفتاك الذي لا تستطيع لا امريكا ولا اوروبا الاستغناء عنه , وبدأت طفرة اسعار النفط في الارتفاع حتى سميت تلك الفترة "الطفرة" وبدأت الاموال تتدفق في ايدي السعودية ودول الخليج وبدأت هذه الدول بعمل مشاريع حضارية ضخمة في بلادها الى ان اصبحت دولاً في مقدمة دول العالم من حيث المعالم الحضارية والاقبال الدولي عليها وخاصة دبي.

منذ تلك الفترة بدأ التفكير الاوربي والامريكي في التوجه الى هدفين محددين "الأول" السيطرة علي النفط او أخذ النفط بأسعار رمزية بحجة انهم من يحمي ابار النفط ويحمي الانظمة العربية التي يوجد بها النفط , ومن هنا بدأت هذه القوى بخلق متاعب جمه للعرب وكان اولها الحرب العراقية الايرانية التي قضت على الاقتصاد العراقي وجعلت العراق من دولة غنية الى دولة فقيرة ثم جاء بعدها احتلال الكويت والتدخل الغربي السافر في هذه الحرب وهذا ما كانت تخطط له وبعد تخريب العراق والكويت وكل دول المنطقة , اتضح ان السبب في احتلال العراق وهو سلاح الدمار الشامل كان خطأ استخباري , ثم بعد ذلك ليبيا واليمن وسوريا وكان لا بد من وجود امريكي غربي في المنطقة ليظل النفط تحت ايديهم ثم تم خلق داعش في يوم وليلة, أصبحت الدولة الاسلامية دولة تسيطر على معظم منابع النفط في العراق وليبيا وبدأ بيع النفط العراقي والليبي  ونقله بناقلات النقط التي تعود ملكيتها لتلك الدول التي تحارب داعش الامر الذي جعل سعر النفط يهبط الى الحضيض , فبعد ان وصل سعر برميل النفط الى 130 دولار امريكي اصبح سعره 30 دولار فقط وهذا هو ما كانت تخطط له الدول الاستعمارية الكبرى , وكان التقسيم بين امريكا وبريطانيا وفرنسا واضح جداً حتى ان رئيس وزراء بريطانيا اعترف اخيراً ان تدخلهم في ليبيا كان خطأ وبناءاً على معلومات مخابراتية خاطئة ايضاً !! وكذلك ما حصل في فرنسا.

أما "الثاني" فكان التخطيط للقضاء على المال العربي الموجود في هذه الدول الاستعمارية , فبدأ التخطيط من قبل الكونجرس الامريكي بأن يقوم كل من تضرر من تفجيرات البرجين بمقاضاة السعودية وطلب تعويض منها فتصور سوف يؤدي ذلك الى تفليس السعودية اذا مر هذا القانون , لأن كل الشعب الامريكي بتعداده سوف يرفع قضية على السعودية وليس من تضرر مباشرة من تفجير البرجين او من مات في هذا الحادث , ولكن كل من تضرر نفسياً ايضاً سوف يستفيد هذه القضية سوف يكون حجم الاموال المطلوب تسديدها يفوق ما لدى السعودية من استثمارات وأموال في امريكيا الامر الذي سيجعل كل دول الخليج تساعد السعودية , يترتب على ذلك على المدى الطويل القضاء على المنظومة الاقتصادية العربية بالكامل والسيطرة على كل مقدرات الدول , لذلك كم نادت بعض القوى العربية التي كانت تسمى بدل الممانعة على ان تقوم دول الخليج والسعودية بالاستثمار داخل الدول العربية وعمل نهضة حضارية في كافة الدول العربي بدل الاستثمار في الدول الاجنبية التي اصبحت الان تسيطر على كل المال العربي ولا تستطيع أي دولة عربية ان تسحب اموالها من هذه الدول.