البلوغ المبكر هو الحالة التي تحمل الأطفال على بداية البلوغ بعمر العامين.
وتتمثل أعراض هذه الحالة في نمو الثدي ونمو سريع في الطول والحيض وحب الشباب وشعر العانة أو الإبط، بحسب تقرير نشر على صحيفة Independent البريطانية.
يُعتبر البلوغ علامة رئيسية في النمو البدني لأي شخص، مُشيراً إلى الانتقال من الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
لكن في حين يبدأ الأطفال بشكل عام الدخول في مرحلة البلوغ في بدايات سن المراهقة – تبدأ الفتيات عادة الدخول في تلك المرحلة بين سن 11 و14 والأولاد بين سن 12 و16 – إلا أن هذا ليس الحال دائماً.
في بعض الحالات التي تمثل أقلية صغيرة يُعاني الطفل من حالة نادرة تُسمى البلوغ المبكر، التي تحمل أجسامهم على بداية النمو في حين لا تزيد أعمارهم على العامين.
ما البلوغ المبكر؟
يُعد البلوغ المبكر حالة طبية تُسبب إفرازاً مبكراً للهرمونات من الغدة النخامية ومناطق تحت المهاد (الوطاء) في المخ، التي تُحفز بدورها إنتاج الإستروجين، مُتسببة في بدء مرحلة البلوغ قبل أوانها.
يمكن لتلك الحالة أن تقع لأطفال لا تزيد أعمارهم على العامين. وتُعد السن الأقصى لتشخيص تلك الحالة غير مُحددة، إلا أن الخبراء الطبيين عامة يقولون إنه قبل سن الثامنة لدى الأولاد والتاسعة لدى الفتيات.
ما الذي يُسببه؟
بالنسبة لـ90% تقريباً من الفتيات، و50% من الأولاد الذين يشهدون بلوغاً مبكراً، لا يمكن تحديد سبب كامن وراء الحالة – التي يُشير إليها الخبراء الطبيون في تلك الحالة بالبلوغ المبكر مجهول السبب.
وعندما يمكن التعرف على السبب فعادة ما يكون إما تشوّه يعتري الدماغ أو مشكلة ما مثل ورم أو تشوّه وراثي في المبيضين أو الخصيتين أو الغدد الكظرية، يُسبب الإفراط في إنتاج الهرمونات الجنسية.
يُمكن للسمنة أيضاً أن تسهم في البلوغ المبكر. فقد وُجد ارتباط بين ارتفاع مستويات السمنة بين الأطفال وبيانات تُفيد بأن العمر المتوسط لبدء مرحلة البلوغ في الولايات المتحدة وأوروبا أصبح أقل تدريجياً بدرجة طفيفة، لأنه كلما زادت الخلايا الدهنية في الجسم ارتفع مخزون الإستروجين المتوافر. وقد لوحظ هذا الأمر بشكل خاص لدى الفتيات.
ما مدى انتشار الأمر؟
تُصيب الحالة النادرة حوالي طفل واحد من بين 5000 إلى واحد من 10 آلاف طفل في المملكة المتحدة، وهي أكثر شيوعاً بين الفتيات من الأولاد بنسبة 5 إلى 10 مرات.
ما العلامات؟
تشمل علامات البلوغ المبكر نمو الثدي أو نمو سريع في الطول أو الحيض أو حب الشباب، أو تضخم الخصيتين أو القضيب، أو شعر العانة أو الإبط.
إلا أن تشخيص الحالة أكثر صعوبة مما يُعتقد عادة. قال باول كابلويتس، طبيب لدى المركز الطبي القومي للأطفال في واشنطن، إن طفلاً واحداً فقط من بين 10 أطفال أتوا إليه بعلامات البلوغ المبكر قد عانوا بالفعل من البلوغ المبكر.
وأوضح أن الأطفال يمكن أن تنمو أثداؤهم أو شعر العانة بمعزل عن الأعراض الأخرى. وهو ما يحدد أن تلك ليست علامات البلوغ، بل مجرد تباينات طبيعية.
أخبرت شارلن دينتون، وهي امرأة بريطانية بدأت ابنتها مرحلة البلوغ في الثانية من عمرها، برنامج Good Morning Britain في التلفزيون المستقل كيف أنها اكتشفت العلامات على حالة ابنتها.
وقالت دينتون للبرنامج: "بدأت بعد عيد ميلادها الثاني في تكوين ثدي صغير. في البداية أكّد الطبيب لنا أنها بخير تماماً وأنها على ما يُرام. لكنها بعد ذلك بدأت في تكوين ثدي آخر صغير، لذا أخذناها مُجدداً إلى الطبيب وأجرينا كافة الفحوصات قبل أن يُشخص حالتها بالبلوغ المبكر. لقد صُدمنا تماماً. لم نكن سمعنا عن ذلك من قبل".
هل يحتاج الأمر إلى علاج؟
يعتمد علاج البلوغ المبكر على السبب. يُعد الهدف الأساسي من العلاج جعل الطفل يصل لطول الشخص البالغ الطبيعي، لأن بإمكان تلك الحالة أن تُعيق نموهم.
في الحالات التي لا يوجد سبب طبي كامن وراءها، يمكن معالجتها بفعالية باستخدام الأدوية، والتي عادة ما تتضمن حقن شهري يؤخر المزيد من النمو.