وجه الأسير المريض معتصم داود رداد القابع في سجن مشفى الرملة رسالة مؤثرة ينعي فيها الأسير المحرر الشهيد جعفر إبراهيم يوسف عوض الذي ارتقى إلى علياء المجد فجر الجمعة العاشر من إبريل الحالي نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تعرض لها أثناء أسره في سجون العدو الصهيوني.
جاء ذلك عبر رسالة وصلت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى نسخةً عنها اليوم أشار فيها إلى اخوانه الأسرى أشرف أبو ذريع وزهير لبادة وكل الأسرى المرضى الذين استشهدوا نتيجة سياسة الموت البطيء التي تنتهجها وما زالت إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى المرضى.
وإليكم نص الرسالة كما ورد على لسان الأسير معتصم رداد:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"
صدق الله العظيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، أكتب إلى أخي وحبيبي وقرة عيني مهنئاً باستشهاد الأخ الحبيب والصديق الطيب جعفر عوض.
أكتب إليك كلماتي هذه سائلاً الله أن يحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. أكتب إليك بدمع القلب لا بدمع العين لما رأيته منك وأنت تتألم أمام عيني ولا أستطيع فعل شيء لك لأن ألمك هو ألمي.
أكتب إليك عندما كنت أراك وأنت لا تستطيع الأكل ولا أدري ماذا أفعل لك.
أكتب إليك وأنت لا تستطيع أن تتكلم وأنا لا أستطيع أن أفعل لك شيء، رغم ذلك كان صبرك جميل وكانت ابتسامتك العريضة تملأ كل مكان حتى ملأت الأرض والسماء بعد خروجك من عندنا ففاضت روحك وخرجت إلى بارئها وجاء الغيث والماء فملأ كل مكان.
هنيئا لك ولأهلك وشعبك ولمن أحبوك.
أرجو منك يا أخي جعفر أن تخبر وتوصل رسالتي إلى أخي الحبيب الشهيد الذي سبقك أخي أشرف أبو ذريع وزهير لبادة وكل من سبقك، قل له بأن كلامك يا أخي أشرف الذي قلته بأنه آن لكم أن تصحوا أيها العرب وأيها العالم ويا من عنده ضمير حي أن تصحوا من شخيركم وأنت على فراش الموت.
يبدو أنه لن يصل قبل استشهادك وبعده أيضاً فما زالوا نائمين بل في سبات عميق وقل له بأن الأسرى المرضى الذين أنت تعرفهم وتركتهم يأنوا ويتألموا، ما زالوا على حالهم بل ازدادت أوضاعهم سوءاً أكثر فأكثر وأخبره بأن ينتظر في القريب العاجل أحداً منا وسوف نخبره أيضاً بما يدور حولنا وما تركناه من خلفنا وأنهم ما زالوا يناقشون ما السبب ومن هو المسؤول عما يجري وعن استشهاد كل أخ وكل أسير يلحق بإخوانه ونحن نتوجع من الألم ومن فراق الأحبة واحداً تلو الآخر.
وأخيراً أعظم الله أجركم يا أهلي ويا أحبابي ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أخوكم معتصم رداد
سجن مشفى الرملة
يشار إلى أن الأسير معتصم رداد منذ حوالي 6 سنوات وهو يقيم إقامة دائمة في ما يسمى سجن مشفى الرملة المعروف لدى الأسرى الفلسطينيين "بمقبرة الأحياء" وإدارة مصلحة السجون الاسرائيلية تسميه "مشفى" لكن لا يتوفر فيه أدنى متطلبات المشفى، حيث المكان والأطباء والممرضين والسجانين والمعاملة القاسية واللاإنسانية من قبلهم تجاه الأسرى.
ويعاني من مرض سرطان في الأمعاء الذي أصيب به نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال وما زال يعاني من نزيف في الأمعاء وارتفاع في دقات القلب؛ وارتفاع في ضغط الدم؛ ودوخان مستمرّ وصعوبة في التنفس، علاوة على مرض في الأعصاب؛ وآلام حادّة، لا تمكّنه من النوم سوى ساعات معدودة.
جدير بالذكر أن الأسير معتصم رداد من مواليد 11/11/1982م؛ وهو أعزب وكان واعتقل من قبل قوات الاحتلال بتاريخ 12/01/2006م، وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة الانتماء والعضوية في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي.