لم يكن واضحاً من أين أتى الفتى القتيل وكيف وصل إلى البيت الحجري ذي الطابقين.
منذ ساعة، لم يعد ممكناً تقدير الوقت، قتل القناص امرأة كانت تركض في المفترق.
لم يعد ممكناً تتبع لهجته، الفتى، والسير خلف مخارج الحروف إلى مسقط رأسه حيث يمكن الاهتداء إلى بيت وأم وأب وأخوات وإخوة وأدعية، كما يحدث عادة هنا.
الكلب الذي تعثر به على المدخل يواصل نباحه على القناص.
تلاشت اللهجة مع موته، لهجة الفتى، انطفأت الحروف وتبدد حطامها بين أقواس البيت، بيت حجري بطابقين وفي الأسفل قبو.
ولكنه حمله، من طابق إلى طابق. حمله كما لو أنه يتذكر.
وكان هناك دم ورائحة عشاء لم يتمكن من تحديده، وأصوات بشر تأتي من القبو، أصوات خائفة تواصل الصعود والدوران في الغرف.
القناص يواصل إطلاق النار على المرأة الميتة على الإسفلت.
والكلب ينبح ولا يتوقف. الفتى القتيل ينصت للنباح بامتنان غريب، وهو يحمل الفتى من طابق إلى طابق. بيت بطابقين وقبو وحديقة.
حدث ذلك في الخريف، في "حرب الجبل"، التي لم يتذكرها أحد. حتى هو كان ينسى تلك الأسابيع ويتركها جانباً مثل وقت مشوه.
فقط حين يشعر بثقل الجسد القتيل ويصل نباح الكلب، كان ينتبه كما لو أنه يعود إلى حياته كما عرفها.