طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• نحن وحمى الاستيطان
حُمى الاستيطان لا تزال في ارتفاع، فقد تجاوز عدد المستوطنات والتجمعات الاستيطانية الكبيرة والصغيرة، المقامة على أراضي الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، أكثر من مائتين وسبع وثلاثين مستوطنة يقيم فيها أكثر من نصف مليون مستوطن، مغتصب لأراضي مواطنين فلسطينيين، رغم كل الاعتراضات التي سجلها معظم دول العالم التي اعتبرت الاستيطان في الضفة الغربية والقدس إجراء عدوانياً وغير قانوني، إلا أن كل هذه الدول لم تتخذ أي إجراء عملي عقابي ضد إسرائيل يجبرها على وقف استيطانها واعتدائها على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، إننا بحاجة لحراك دبلوماسي فلسطيني فاعل ومتواصل، نحن بحاجة من أعضاء مجلسنا التشريعي المعطل، ان يقوموا بنشاطات باتجاه دفع برلمانات العالم لاتخاذ مواقف واضحة ضد الاستيطان بما في ذلك الضغط على حكوماتهم باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل، فقد اصبح الاستيطان اليوم أقوى سلاح بيد إسرائيل من أجل إفشال أي محاولة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على الأراضي المحتلة عام 1967.

• بين وادي النسناس
 ووادي الجمال
تذكرت والدي وبيتاً من شِعره، الذي يقول: حيفا فديتك كيف تنسين الحبيب – هلا ذكرت لقاءنا امس القريب- وأنا ادخل مدينة حيفا ضيفاً على أصدقاء فلسطينيين، وأنا انظر الى البيوت العربية التي تتحدى، وأنا أمر أمام البيت الذي عاش فيه محمود درويش والشارع الذي يحمل اسم اميل توما في وادي النسناس، او خلال تجوالي في وادي الجمال، كل بيت يتكلم العربية، وعندما تمت دعوتي لحضور حفل تكريم الروائي والشاعر الفلسطيني حنا إبراهيم لم يجل في تفكيري سوى فكرة واحدة، حيفا لم تنسَ أحباءها، حيفا لا تزال على العهد، حيفا لا تزال تعيش تلك اللقاءات مع أبنائها الذين اكرهوا على مغادرتها بعد ان جبلوا بعرقهم ودمهم ترابها، فنم قرير العين يا والدي، فحيفا لا تزال على العهد.

• الذبح الحلال
في كل عام ومع استحقاق شعائر تقديم الأضاحي نتوقف امام سؤال كبير عن ماهية الذبح الحلال ومواصفاته، هل هو مجرد النطق باسم الله وهذا أمر يحدث بدون جدال؟ لكن ما يعقب ذلك من إجراءات الذبح وما يتم على ارض الواقع لا يمت إلى الحلال بأي صفة او مفهوم، عملية الذبح للأسف تتم في ظروف بيئية وصحية غاية في السوء، فهي تتم على أبواب المحال التجارية او في ارض ترابية خلاء ولا تتم كما يتوجب في المسالخ المخصصة والمرخصة، كما يتم ضرب الذبائح بطرق لا أخلاقية لإفقادها الوعي لتسهيل عملية الذبح التي تتم بسكاكين لم يتم شحذها جيداً، فيقوم الذابح بإطلاق العنان لسكينه لمرات ومرات على رقبة الأضحية أو الضحية دون أن يتمكن من إنجاز الذبح بشكل صحيح من المرة الأولى، كما نرى أحياناً هروب الذبيحة بعد المحاولة الأولى واللحاق بها وربما تعذيبها قبل الإمساك بها والإجهاز عليها وأخيراً، كما ان الذبح يتم أمام الحيوانات الأُخرى وأمام الأطفال، وهذا فيه انتهاك لأبسط حقوق الحيوان وكذلك الإنسان، فأين الحلال؟