نقلت «العربية. نت» احتفاء صحف مصر بتعيين نائبة رئيس البنك الدولي نعمت شفيق مديرة لجامعة لندن للاقتصادات (LSE)، وهي أول سيدة تتبوأ المنصب. وقد تنقلت المصرية الإسكندرانية في مناصب اقتصادية عالية، بينها نائبة حاكم البنك المركزي البريطاني. غير أن هذا الموقع الأكاديمي الأخير في إحدى أهم جامعات العالم، حدث يشبه تقدم مجدي يعقوب في الطب البريطاني. وكما حدث مع يعقوب، كانت الملكة أكثر تقديرًا للعالمة المصرية، فجعلتها العام الماضي بين نبلاء الإمبراطورية، ولست أشك في أن الإسكندرانية المولودة 1962، سوف تُسمى ذات يوم «الليدي نعمت»، لأن درب العلوم لا نهاية لها.
تطرح الصحافة المصرية الأسئلة التي تتكرر في مثل هذه المناسبات: لماذا ينجحون في الخارج؟ وماذا نفعل بالبيروقراطية التي تضم أكثر من 7 ملايين شخص؟ وما إلى ذلك من تساؤلات مؤلمة لا جواب لها.
ماذا تفعل إذا كنتَ في دولة لديك 7 ملايين موظف أكثرهم يعيق عملك ويشد بك إلى الوراء؟ الدعوة إلى صرفهم خطأ وظلم. خطأ، لأنك ستضيف نحو 6 ملايين إنسان إلى سوق البطالة المتفشية أصلاً، وظلم للأسباب نفسها. والحل الذي اعتمدته دول كثيرة، بينها الأردن، هو في إقامة بيروقراطية موازية، ليس من 7 ملايين، بل من 7 آلاف من ذوي الكفاءات العليا الذين يعملون مستقلين عما كان يسميه صلاح جاهين «قهوة النشاط».
نجحت نعمت شفيق لأنها عاشت في مناخ النجاح. أي الجامعات والمختبرات والموازنات وجديّة العلوم. فلا يمكن الاحتفال برجل اخترع دواء يشفي عشرة أمراض مستعصية مرة واحدة، ولا يتم الاعتذار عن ذلك فيما بعد. ثم تأتي نعمت شفيق فتذكرنا أن العلم لا يعرف شيئًا غير العِلم، بحيث تصبح مصرية أمينة على وضع الإسترليني، ومن ثم مديرة على جامعة هي رمز آخر من رموز التاج.
لا تفتقر مصر إلى المواهب والكفاءات، بل إلى «المناخ». وإذ تبتهج بريطانيا بأن نعمت شفيق أول امرأة تصل إلى مديرية «LSE»، يبدو طبيعيًا جدًا أن تصل جيني روميتي إلى رئاسة «IBM»، ذروة شركات التقنية في العالم. لم يعد في أميركا شيء يدعى «حقوق المرأة»، الحملات الكبرى التي بدأت في الستينات. إنها تتصدر، في المال والعلوم، أهم الشركات والمسؤوليات. ويذكرنا تعيين نعمت شفيق بأن رئيسة البنك الدولي هي الفرنسية كريستيان لاغارد، وحاكمة البنك المركزي الأميركي جانيت يلين، وماري بارا رئيسة «جنرال موتورز»، والهندية اندرا نوي رئيسة «بيبسيكو»، ورئيسة أكبر شركة صناعات حربية، «لوكهيد»، مارلين هيوسن.. إلى آخره.
عن الشرق الاوسط