عمونه.. هل تسقط نتنياهو ؟

نتن3_38
حجم الخط

الإسرائيلي الذي فاز بجائزة "بولتسر" هو المصور الصحافي عوديد بليلتي.
خلّد بليلتي، أثناء هدم تسعة منازل في عمونه في العام 2006 بكاميرته، انقضاض عشرات رجال الشرطة بالدروع الواقية وهم يحملون البنادق والعصي على شابة وحيدة في أسفل التل.
بأمر من ايهود اولمرت وبقيادة من كان في حينه قائد المنطقة الوسطى يائير نفيه (حيث إنه حسب تقاليد سلوك القادة في الجيش الاسرائيلي في الآونة الاخيرة اختار ادارة المعركة من مكتبه).
وحدث في المكان اعتداء على مئات الفتيان ممن تجمعوا على أسطح المنازل وعارضوا في اغلبيتهم عملية الهدم.
وصل حوالى دزينة من هؤلاء الشباب الى مستشفى هداسا، حيث كانت رؤوسهم تنزف. المتحدثون بلسان الجيش والشرطة قالوا لوسائل الاعلام إن الحديث يدور عن الجنود والشرطة. لقد كنت في غرف العناية المركزة، ولم يكن أي شرطي أو جندي هناك.
عشرات المتظاهرين الآخرين الأقل اصابة تم نقلهم الى مستشفيات اخرى. وفي النهاية: الحكومة التي انقضت على مواطنيها المخلصين للدولة هي التي انتصرت. لم تغلق المنازل التسعة كما يحدث دائما عند الحديث عن المنازل العربية، بل تم هدمها تماما.
اصابات الاعتداء ما زالت ترافق آلاف الاشخاص حتى الآن، ومنهم رجال "قوات الامن" الذين أُمروا، كما أفادوا في المحاكم عندما قدمت الدعاوى ضدهم، بـ "الانقضاض بكل قوة".
هذا الانقضاض لاولمرت رافقه كما يبدو عمل قام به قيصر العلاقات الحميمية مع وسائل الاعلام وكال له الكثير من المديح. أهمه: انتصار أبناء النور على أبناء الظلام، انقاذ سلطة القانون و"الانعطافة النوعية إلى المرحلة القادمة: الانطواء".
ولكن الحقيقة هي أن ذلك كان انتصاراً أشبه بالهزيمة. تسببت الزعزعة لدى الجمهور بوقف عملية الانسحابات. ورفضت "حماس" ايضا في تلك المرحلة العمل حسب سيناريو اولمرت، أي اخلاء غوش قطيف سيؤدي الى الهدوء والنمو في غرب النقب ويمهد الطريق لـ "الانطواء". أي انسحاب مشابه في "يهودا" و"السامرة".
نتائج العجرفة: ليس ازدهار النقب بل هرب السكان بسبب الصواريخ التي زرعت الموت والدمار. وايضا الانطلاقة عن طريق "الانطواء" ظهرت كسهم مرتد. أضيف 150 ألف يهودي الى "يهودا" و"السامرة" منذ تدمير المنازل التسعة.
هل سيكمل نتنياهو عمل اولمرت في عمونه؟ هل سيضغط الجمهور عليه، ويعرض كرسيه للخطر، الذي هو ضعيف من غير ذلك، مثلما قام الجمهور في سبسطية بلي ذراع حكومة اسحق رابين – قانون التسوية سيُسن، وعمونه لن تُهدم؟ "البيت اليهودي" أيضا، الذي يتردد في حل الحكومة بسبب المواقع المهمة التي يسيطر عليها، لا يمكنه تجاوز البندين، اذا شعر بأن الشارع يغلي.
المنزلق الناعم لمحكمة العدل العليا للاستئنافات يهدد مناطق اخرى، كما قال اعضاء الحزب.
باستثناء عمونه، فان مشروع الاستيطان لم يخسر في أية مواجهة صمم فيها على الانتصار.
في غوش قطيف كان عشرات الآلاف مستعدين للصراع على شكل سبسطية، لكن القيادة لم ترغب في افشال قرار الكنيست رغم أحابيل ارئيل شارون.
هذه المرة، بسبب المعايير المزدوجة في محكمة العدل العليا، الامر مختلف.
في الوقت الذي تُمكّن فيه قراراتها الحكومة بسبب اعتبارات السلطة وسلامة الجمهور، من الامتناع عن تدمير قرى بدوية، فهي تتخذ سياسة متشددة ضد الحاضرات اليهودية.
لذلك فان معارضة اخلاء عمونه هي أقل. ومصير هذه الحاضرة قد يكون مختلفا عن مصير غوش قطيف.

عن "هآرتس"