هل تتغير ملوحة البحار والمحيطات مع الزمن؟

83040b3f984cdba9b53e53cf8c90adf9_633383_large
حجم الخط

لا شك بأن ملوحة البحار والمحيطات شديدة جدًا، ولكن هناك أقاويل منتشرة بشأن ازدياد ملوحة المياه عامًا بعد عام، فهل هذه المقولة صحيحة؟ تابع المقال لتتعرف التفاصيل.

 

 

بدايةً فإن الإجابة على تساؤلنا هي “نعم”، حيث تتغير ملوحة البحار والمحيطات بشكل مستمر، ولكن النقطة الأهم هي الأسباب وكيف يتم التعامل مع الملوحة الحاصلة؟

المسبب الرئيسي لهذه الملوحة هو تبخر المياه من البحر بفعل اشتداد الحرارة التي تزيد عام عن عام بسبب الاحتباس الحراري، وبهذا التبخّر يزيد تركيز الملح في الماء مما يزيد من ملوحة الماء.

كما أن للرياح القوية دور في الملوحة، حيث أنها تقوم بسحب رذاذ الماء معها من البحر، والتي تؤثر ولو بشكل قليل على زيادة كثافة الملح في الماء.

 

ولكن ماذا بشأن التعامل مع ملوحة البحر؟ وكيف يتم الحفاظ على معدلات الملوحة بحيث لا تزيد بشكل ضخم؟ الإجابة تكمن في أكثر من طريقة، أولها تفاعل الترسبات الناتجة من الحمم البركانية مع الملح في البحر، حيث أن انفجار البركان وبثه للحمم إلى البحر ينتج عنه تفاعل بين رواسب الملح ومواد متواجدة في الحمم، والذي ينتج عنه تحلل للملح.

 

كما أن الأملاح نفسها تترسب في بعض المناطق مكونّةً صخور لا تؤثر في مدى ملوحة البحر، وبهذا يتم استيعاب الزيادة، والطريقة الأخيرة فالمسؤول عنها هو بعض الكائنات والعناصر البحرية، فمثلًا الصدف البحري يقوم على تجميع الملح حوله ويشده معه إلى قاع المحيطات ليترسّب في القاع، مما يقلل من دوره في ملوحة المياه.

 

 

قد يتساءل البعض عن أن الزيادة في الملوحة ستؤدي بالبحر ليصبح أكثر ملوحة بشكل ملحوظ في السنوات القادمة، ولكن الإجابة على هذا السؤال بأن العوامل السابقة في تقليل الملوحة تقوم بدورها بشكل فعال، مما يجعل مستويات الملوحة مقبولة، وقد ذكر المصدر بأن مستوى الملوحة ارتفع فقط 3.5% في أكثر من مليار وخمسمئة مليون عام مضى (1.5 مليار).