نجح نادي الزمالك المصري من حسم تأهل قيصري و صعب بعد فصول مريرة عاشها أملام الوداد البيضاوي، في نصف نهائي مجنون ومثير وفي مباراة ستحفظها سجلات مسابقات دوري أبطال أفريقيا لفترة طويلة على الرغم من خسارته ب 5-2 مستفيدا من رباعية الذهاب بالإسكندرية.
وكاد مؤمن سليمان مدرب الزمالك يدفع فاتورة مجازفته بإجراء تغييرات مؤثرة على تشكيل الذهاب غاليا لولا براعة ستانلي ورقة الزمالك الرابحة بالمواجهة.
ففي مباراة حضرها حوالي 25 ألف مناصرا وداديا ظلوا مؤمنين بحظوظ ناديهم في تحقيق " الريمونتادا" على الطريقة المغربية وتجاوز خسارة الذهاب التي رأى البعض أنها أعدمت كل حظوظ التأهل،توقعنا و مع الإنطلاقة متابعة سيناريو هجومي رهيب من طرف الوداد بعد الشكل الإنتحاري الذي اختاره المدربان ديسابر و سهيل، بالمراهنة على 3 مهاجمين دفعة واحدة.
ولم تكد تمر 5 دقائق حتى تابعنا هجمة ودادية رائعة انتهت بمقصية للاعب الليبيري جبور مرت بمحاذاة مرمى الشناوي.
إلى هنا بدا الزمالك مغايرا لصورة الذهاب بفعل التغييرات التي أجراها مدربه مؤمن سليمان بالدفع ب 3لاعبين لم يكونوا حاضرين بالأسكندرية.
و لأن الضغط يولد الإنفجار فقد حملت الدقيقة 12 الخبر السار للوداد بعد هجوم مرتد قاده الحداد بالجهة اليسرى انتهى بعرضية رائعة بعد تجاوزه السهل للاعب أحمد توفيق و ارتقاء عالي لجبور الذي سدد برأسية قوية بمرمى الشناوي معلنا افتتاح حصة التهديف.
هدف الوداد حول ملعب الرباط لبركان هادر إذ تفاعل أنصار الوداد معه بشكل قوي و هو ما أربك لاعبي الزمالك الذين غرقوا في التمرير العرضي الخاطئ،لتتضاعف ثقة الوداد بالنفس أكثر و يواصلوا زحفهم باتجاه مرمى الزمالك.
واصل لاعبو الوداد ضغطهم الحالي ليتمكن ممثل المغرب من بلوغ مرمى الشناوي مرة أخرى بالدقيقة 19 بعد تمريرة للسعيدي و ارتقاء الحداد الذي خارج الرقابة داخل معترك العمليات ليهزم الشناوي الذي تابع الكرة و هي تستقر بمرماه.
تسجيل الوداد هدفين بعد 20 دقيقة فقط كان السيناريو الذي راهن عليه الفريق و أنصاره و حمل الضغط و الشك بالمقابل لمعترك المنافس، ليتدخل المدرب ديسابر الذي أوصى لاعبيه بتهدءة اللعب.
وبدا التوتر على مؤمن سليمان بدكة البدلاء إذ ظل يصرخ بوجه لاعبيه و سيحثهم على التقدم و ترك مناطقهم لممارسة ضغط متقدم على المنافس، و هو ساهم في تحسن أداء الزمالك بعض الشيء.
و في غفلة من الجميع ينسل اللاعب ستانلي مثل الزئبق ليتلاعب بأكتاو و يمرر باتجاه باسم مرسي المندفع بقوة الذي نقلها بصدره صوب مرمى لعروبي مدركا هدفا أدرك الجميع أنه يساوي الكثير 10 دقائق قبل صافرة الحكم الكامروني أليوم إيذانا بنهاية الجولة الأولى.
هدف الزمالك و إن نال من معنويات لاعبي الوداد، إلا أن الإنتعاشة التي حملتها أقدام الحداد تركت الثقة قائمة بإمكانية بلوغ مرمى الزمالك و تجاوز دفاعه المهتز على عكس العادة،وهو ما حدث 3 دقائق قبل نهاية الجولة الأولى بواسطة جبور و الممرر دائما هو الحداد.
مؤمن سليمان استشعر الخطر المحذق بفريقه ليقدم على تغيير أول كان متوقعا بضم المخضرم شيكاتابارا لتشكيل الزمالك،لينجح الأسمراني شيكاتارا بحدود الدقيقة 47 من تمرير كرة رائعة لباسم مرسي كاد على إثرها يدرك هدفه الثاني لولا تدخل حارس الوداد لعروبي.
الرواق الأيمن للزمالك كان أحد نقاط ضعفه و هو ما مكن الحداد من استغلال ارتباك المدافع توفيق ليمرر بالدقيقة 48 كرة زاحفة فرضت على الشناوي التدخل لمنعها من الوصول لجبور مرة أخرى.
ضغط الوداد سيعود و هذه المرة بدخول أوناجم الذي أنعش الجبهة اليمنى ليمرر باتجاه اونداما الذي سددها زاحفة على يمين الشناوي معلنا رابع أهداف الفريق بالدقيقة 57 و ليتفاعل أنصار الوداد بشكل هيستيري مع هذه العودة المجنونة التي تركت هامس أمل التأهل قائما.
معاناة الزمالك تواصلت باصطياد الوداد ركلة جزاء بالدقيقة 64 بعد لمس الكرة يد اللاعب توفيق بمعترك العمليات انبرى لها أونداما بنجاح موقعا خامس الأهداف التي قربت ممثل المغرب من النهائي بالمراهنة على استغلال حالة الإنهيار التي صار عليها الزمالك.
الخطير ستانلي و بعد خروج باسم مرسي كان مصدر خطورة هجوم الزمالك ناور في مناسبة أولى و في الثانية توصل لتسجيل هدف رائع بعدما تلاعب بالمدافع فال بالدقيقة 83 ومعيدا الروح لسليمان و لاعبي الزمالك الذين أرعبهم و هالهم ما تابعوه بعودة الوداد المجنونة.
نفس ستانلي سيعود بالدقيقة 85 ليرعب من بالملعب بهزمه الحارس لعروبي و تسديده باتجاه المرمى قبل تدخل المدافع نوصير.
ستانلي أصاب طموح الوداديين في مقتل إذ هبط إيقاع المواجهة بما خدم مصالح الزمالك الذي عبر للنهائي بعدما ذاق وشرب من كأس العذاب و المعاناة بعد فصول مريرة و سيناريو رهيب نال من معنويات النادي المصري، في حين خرج الوداد مرفوع الرأس وأكد أن هزيمة الأسكندرية كانت بفعل فاعل.