للأسف عندما نتحدث عن رجل اليوم، نجد أن الكثيرين منهم يكون لبقا جدا في تعامله مع الآخر، وينتقى كلماته بعناية حينما يتناقش مع زميل له أو عميل فى شركته، وربما نغبط زوجاتهم على أنهم يتعاملون مع هذا الشخص اللطيف الرائع. لكنه فى البيت شخص مختلف تماما!
إن الزوج العظيم هو الذي تظهر حقيقته خلف الأبواب المغلقة، عندما يصبح غير مجبر على التمثيل والتصنع، لا ذلك الزوج الذي يتصنع الذوق والأدب، ويتظاهر باللطف والوداعة، ويتكلف المزح والدعابة، في المنتديات والمناسبات العامة.
إن الذين ينظرون إلى الرجولة على أنها الصوت المرتفع والفرمانات واجبة النفاذ، لا يدركون كيف تنظر المرأة حقا إلى معنى الرجولة.
إن الرجولة بعين المرأة هي: الحنان، هي الأمان، هي الحماية، هي الاحتواء، وليس الرهبة أو الخوف أو التهديد أو الجفاء.
كما أن المرأة لا تحب أن يكون الرجل في عينها عاجزا مغلوبا، ضعيف الشخصيةّ!.
لكن الرجولة الحقة هي التي يطغى فيها جانب العطف والرحمة والعطاء، على جانب القوة والشدة والحزم.
لقد سئلت السيدة عائشة عن حال النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان في مهنة أهله"(رواه البخاري)، أي في خدمتهم. انظروا إلى أي حد بلغت الرجولة، النبي المسؤول عن الأمة كلها، لا ينظر إلى زوجاته على أنهن خدم عنده، بل يخفف عنهن ويساعدهن في عمل المنزل، ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
بينما نجد بعض رجال اليوم قد يكون متزوجا من امرأة واحدة أو أكثر، وقد تكون زوجته امرأة عاملة تتعب وتكدح مثله، وربما يراها مجهدة، ولا يقوم بالتخفيف عنها، أو حمل جزء من الأعباء عنها, بل ويحلو لبعض هؤلاء الأزواج أن يذكر زوجته بمناسبة وبغير مناسبة أن الله أوجب عليها طاعته، وأن يلزمها بأن تطيعه في كل أمر ولا تغضبه، وربما كان هو أكثر تضييعا لأوامر الله تعالى!
نعلم أيها الزوج أن طاعة الزوجة لك وقوامتك عليها هو حقك بالفعل، وإن ما أعطاه الله لك لا يستطيع أحد أن ينزعه منك، لكن القاعدة الفطرية هي أن المحب مطيع لمن أحب، وأن الإنسان أسير الإحسان, والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدوة كانت زوجته أحب الخلق إليه. فكيف لا تطيعه؟!
إن تحمل المسؤولية شيء في غاية الأهمية، وإن أسوأ ما في العلاقة الإنسانية أن يتحمل طرف دون الآخر مسؤولية إنجاحها وإيصالها إلى بر الأمان، بينما الطرف الآخر مستهتر لا يعبأ بشيء، ولا يبذل أدنى جهد في تحمل هذه المسؤولية.
همسة في أذن كل زوج:
إن أردت من زوجتك الطاعة لأمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأطع أنت الرسول وتأسى به.
كن عادلا أيها الزوج. فالعدل أساس الحياة كلها، والله يأمر به!