عشية رأس السنة العبرية، وكما في كلّ عام، أصدرت «دائرة الإحصاء المركزي الإسرائيلي» تقريراً يحوي مجموعة من الأرقام والمعطيات تتعلّق بالدولة العبرية. وذكر التّقرير أنّ «عدد سكان الدولة يبلغ ثمانية ملايين و585 ألف نسمة، ما يعني زيادة بمقدار 173 ألفاً عن العام الماضي، أو زيادة بنسبة 2 في المئة».
وبحسب المعطيات، فإنّ «عدد المقيمين اليهود يبلغ حالياً ستة ملايين و419 ألف شخص، يشكلون 74.8 في المئة من مجموع السكان، أمّا السكان العرب ضمن أراضي الـ48، فيبلغ عددهم مليوناً و786 ألفاً، يشكّلون ما نسبته 20.8 في المئة من مجموع السكان». وأشار التّقرير إلى أنّ «العدد الباقي 380 ألفاً، هو لمسيحيين أو أبناء ديانات أخرى من غير العرب يحملون الجنسية الإسرائيلية».
وذكر التّقرير أنّ «نسبة زيادة السكان، والّتي بلغت 2 في المئة مقارنةً بالعام الماضي، تشبه نسبة النمو السكاني في العقد الأخير». وتعتبر نسبة النمو هذه دليلاً على تراجع أعداد المهاجرين إلى «إسرائيل» مقارنةً بالعقود السابقة حيث كانت نسبة النمو تزيد في العادة عن 3 في المئة. وتظهر المعطيات أنّ نسبة ارتفاع عدد اليهود بلغت 1.9 في المئة، فيما بلغت لدى السكان العرب 2.2 في المئة.
ويخشى الاحتلال الإسرائيلي على الدّوام من «القنبلة الديموغرافيّة» النّاجمة عن الفارق الكبير في نسبة النمو جراء التوالد الطبيعي بين العرب واليهود. ومن المعروف أن نسبة نمو العرب في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحالي كانت تبلغ 3.1 في المئة، لكنّها تراجعت لأسبابٍ كثيرة.
وأكّدت معطيات «دائرة الإحصاء المركزي الإسرائيلي» أنّ «السكان في إسرائيل يُعتبرون أكثر شباباً من المعدل العام للأعمار في الدّول الغربية». وذكرت أنّ «نسبة الأطفال حتى سن 14 في العام 2015 بلغت 28.3 في المئة، فيما بلغت نسبة من يزيدون عن 65 عاماً 11.1 في المئة». وتبلغ شريحة «من يزيدون عن 75 سنة في إسرائيل 4.9 في المئة، وهي بين اليهود أكثر ممّا هي بين العرب». تجدر الإشارة إلى أنّ سبب اعتبار المجتمع الإسرائيلي أكثر شباباً يعود أساساً إلى وجود شريحتين تكثران من الإنجاب: العرب والحريديم. ومع ذلك فإنّ ميل المجتمع الإسرائيلي للشيخوخة يستمرّ، حيث أوضــح التّقرير أنّ «متوسط الأعمار في العام 2015 بلغ 29.8 سنة مقارنة بـ27.7 سنة في العام 2000». أمّا متوسط الأعمار بين الجنسين، فإنه «يبلغ في أوساط الذكور 28.7، و30.9 بين الإناث».
وللفئة العمريّة نفسها بين العرب، فإنّ «نسبة العزاب من الذّكور بلغت في العام 2012، 47.1 في المئة و19.4 في المئة من الإناث، مقارنةً مع 35.7 في المئة من الذكور و23.2 في المئة من الإناث في العام 2000».
وبحسب التّقرير، «عُقدت في العام 2014 في إسرائيل خمسون ألفاً و797 زيجة، بلغت نسبة اليهود منها 73 في المئة، والمسلمين 23 في المئة». وكان متوسط أعمار المتزوّجين في العام 2014 يبــلغ 27.6 في المئة.
وتحدّث التّقرير عن ولادة 178 ألفاً و723 طفلاً العام الماضي، من بينهم 74 في المئة لأمهات يهوديات و23 في المئة لأمهات عربيات. وأشارت الدائرة إلى أنّ حصة الولادات اليهودية في تزايد منذ إعلان الدولة العبرية في العام 1948. وفي نهاية العام 2015 كان 75.9 في المئة من كلّ اليهود في الدولة العبرية من مواليدها، مقارنة بـ35 في المئة فقط عند إعلانها. كما بلغ متوسّط عدد أفراد العائلة اليهودية 3.12 في حين أن متوّسط أفراد العائلة العربية بلغ 4.58.
وأوضح التّقرير أنّ 40 في المئة من سكان الدولة العبرية يسكنون في لواءي الوسط وتل أبيب. ويقيم في هذين اللواءين حوالي نصف اليهود، بينما يقيم في اللواء الشمالي حوالي 60 في المئة من العرب.
وذكر أنّه في العام 2015، وصل إلى فلسطين المحتلة 27 ألفاً و908 يهود. وهذا العدد هو أكبر بـ14 في المئة من عدد المهاجرين في العام 2014. وقد وصل المهاجرون أساساً من أوكراينا، وروسيا، وفرنسا والولايات المتحدة.
وبيّنت المعطيات أنّ «36 في المئة من الإسرائيليين يتعذّر عليهم تغطية تكاليف حياتهم الشهرية، وأنّ 71 في المئة يرون أن أداء الجهاز الصحي جيّد أو جيد جدا، كما أنّ 48 في المئة فقط يرون أنّ أداء الجهاز التعليمي جيد».
وذكرت أنّ «في المستشفيات 2.3 سرير لكلّ ألف نسمة، و4.8 ممرّضات لكلّ ألف شخص، بينما متوسّط الأطبــاء هــو 3.4 لكلّ ألــف شخــص، وهو عددٌ مشابهٌ لعدد رجــال الشرطة، أمّا عدد المحامين فهو ضعف ذلك إذ يبلغ 7.1 لكلّ ألف نسمة.
العرب والحضيض
23 سبتمبر 2023