أثار انتباه العلماء ظهور البقع البيضاء في كوكب زحل التي قال عنها إنها في كل فترة تتراوح بين 20 و 30 سنة يتعكر الغلاف الجوي لكوكب زحل بعواصف عنيفة تطوق الكوكب العملاق، منتجة برقا شديدا واضطرابات هائلة في السحب.
أشد هذه العواصف يعرفها العلماء باسم "البقعة البيضاء الكبيرة"، تشبيها بالبقعة الحمراء الكبرى على كوكب المشتري، ويقول العلماء إن حجم هذه البقعة البيضاء الهائلة يمكن أن يكون في نفس حجم كوكب الأرض.
وخلافا لبقعة كوكب المشتري الحمراء الهادئة، التي تقع في مركز الكوكب ولا ينتج منها برق، فإن بقعة زحل البيضاء نشطة للغاية وتقع في وسط الكوكب، ولها ذيول طويلة تلتف حول الكوكب العملاق بأكمله.
وقد لوحظت 6 من هذه العواصف خلال السنوات الـ 140 الماضية، حدثت بالتناوب بين خط الاستواء وخطوط العرض الوسطى، وكانت آخرها في ديسمبر/كانون الأول عام 2010، التي طوقت الكوكب لمدة 6 أشهر، وتحدث هذه العواصف عادة عندما يكون نصف الكوكب الشمالي أكثر ميلا نحو الشمس.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق وراء حدوث هذه العواصف لا يزال غير واضح للعلماء حتى الآن، إلا أن دراسة جديدة ظهرت حاليا قام بها اثنان من علماء الكواكب بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أشارت إلى الأسباب المحتملة وراء حدوث هذه العواصف، ونشرت هذه الدراسة في مجلة نيتشر لعلوم الأرض (Nature Geoscience).
وقام في هذه الدراسة "اندرو انجرسول" أستاذ علم الكواكب، وطالب الدراسات العليا "تشنغ لى" بعد أن عملا نموذج محاكاة لمعرفة كيفية تشكيل هذه العواصف على كوكب زحل، ووجد العالمان أن هذه العواصف قد تكون ناجمة عن زيادة وزن جزيئات الماء في الغلاف الجوي لزحل.
ولثقل وزن هذه الجزيئات بالمقارنة مع الهيدروجين والهليوم الموجودين في معظم أجواء الكواكب الغازية العملاقة، لذلك فهي تجعل الغلاف الجوي العلوي لزحل أخف وزنا، مما يسبب حدوث هذه العواصف العنيفة على سطحه، وبمرور الوقت، يؤدي هذا إلى تبريد الغلاف الجوي العلوي للكوكب وارتفاع الهواء الرطب الدافئ بسرعة، مما يقود بدوره إلى حدوث البرق وظهور هذه البقع البيضاء العملاقة.
ويقول انجرسول: "يكون الغلاف الجوي العلوي باردا جدا بحيث يستغرق من 20 إلى 30 سنة حتى تتحرك عاصفة أخرى جديدة"