بعد عام على انطلاق انتفاضة القدس، ورغم الرهانات الكثيرة على انحسارها وتلاشيها عقب الشهور الأولى من اندلاعها، إلا أنها عادت من جديد قبيل انتهاء عامها الأول لتؤكد على استمرارها رغم الكم الهائل من القمع الأمني والاعتقالات والإعدامات الميدانية، والتي كانت تصب في هدف واحد، وهو وأد الانتفاضة وعدم تناميها بأي شكل كان.
ورغم الحالة الأمنية المعقدة التي شهدتها الضفة الغربية تحديدًا، وهي مركز الانتفاضة، إلا أن الإحصاءات الناتجة خلال سنة كاملة تشير إلى أن الانتفاضة سارت بوتيرة ثابتة نظرا لمحاولات وأدها من قبل السلطة والاحتلال على حد سواء، وإن كانت وتيرتها ترتفع وتنخفض من شهر لآخر.
وخلال عام من الانتفاضة قُتل 38 إسرائيلياً وجُرح 751 آخرون، فيما استشهد 250 فلسطينيًا 161 منهم ارتقوا خلال تنفيذ عمليات.
وتبين الإحصاءات حول أعمال الانتفاضة التي انتهجها الفلسطينيون في مقاومتهم للاحتلال، أن شبان الانتفاضة نفذوا خلال عام كامل 269 عملية طعن، تكلل غالبيتها بالنجاح فيما تم إفشال بعضها، علماً أن عمليات الطعن كانت الأسلوب الأكثر الذي استخدمه شبان الانتفاضة، حيث حافظت على وتيرتها حتى شهر الانتفاضة الأخير.
وكانت عمليات إطلاق النار هي الوسيلة الثانية للفلسطينيين، حيث تم تنفيذ 183 عملية منذ انطلاق الانتفاضة، فيما كانت عمليات الدعس هي الأقل تنفيذًا بـواقع 33 عملية تركزت في شهور الانتفاضة الأولى.
وفي ذات السياق بلغ عدد نقاط المواجهة مع جنود الاحتلال 6273، تخللها إلقاء 1162 زجاجة حارقة وكوعاً ناسفاً.
وضمن المحاولات الحثيثة لوأد الانتفاضة وإخفات صوتها؛ اعتقلت قوات الاحتلال خلال العام الماضي 7150 فلسطينيا بدواعٍ أمنية، فيما بلغ عدد المعتقلين لدى السلطة لدواعٍ أمنية وسياسية بعضها يتعلق بالانتفاضة 1182 معتقلاً بعضهم لا يزال يقبع في سجونها منذ أشهر.
