حان الوقت لإلغاء "يوم الكارثة"

31
حجم الخط

بقلم: ارئيل روبنشتاين  / عن «هآرتس»


يجب أن يلغى «يوم الكارثة»؛ إذ إن القلائل الذين يوجد لهم من يتذكرونه لن ينسوا من قضوا نحبهم، واولئك الذين ليس لهم لا يمكنهم حقا ان يتذكروا.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة»؛ إذ لا اريد أن اسمع عضو كنيست يتلو اسماء ابناء عائلتي الذين قضوا نحبهم في الكارثة في طقوس «لكل شخص اسم». للموتى كانت أسماء، وانا ادعى على اسم اثنين منهم، ولكن اسماءهم لا تقول شيئا لاعضاء الكنيست الذين ينبسون بها.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة» لانه فرصة زائدة لاطلالة لا تعتذر في عري الموت. من يشعر انه ملزم بان ينظر الى صور الاعدام او الى النظرة الاخيرة لمن يسير نحو حتفه، مدعو ان يشاهد افلام «داعش» الملونة.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة» لان من يريد حقا أن يتذكر الكنس الخربة في بولندا لا يحتاج لان يسير في مسيرة الحياة في اوشفيتس، بل ان يتوجه بنفس تواقة نحو حي مئا شعاريم (الأصولي).
يجب أن يلغى «يوم الكارثة» لان قسما مهما من ضحايا الكارثة كانوا اصوليين، ومواصلي دربهم في البلاد وفي العالم لا يقبلون هذا اليوم كتاريخ جدير لاحياء الخراب. كان من الافضل تبني التقاليد وضم قصة الكارثة للعاشر من «تبت» العبري أو التاسع من آب العبري – يومي التقاليد اليهودية التي يبكى فيها على كل المصائب المريرة التي وقعت لشعبنا.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة» لان الصافرة هي عرف الممالك الاجنبية. فاليهود يتلون الايات ويتعلمون التراتيل.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة» لاني اشيح بعيني خجلا حين ارى الشباب الاسرائيلي الذين يتنزهون ملتفين باعلام اسرائيل في ساحات بولندا مثلما يحتفل مؤيدو بيتار اورشلايم في الشوارع بعد الفوز على ابناء سخنين.
يجب أن «يوم الكارثة» يلغى كي يوضع حد لسلسلة الكليشيهات التي لا تطاق والتي تطلق في هذا اليوم على السنة كل شخصية عامة لها فرصة للحديث.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة» لانه محظور ان نقيم وجودنا هنا فقط على كوننا المعذبين الخالدين. فإما أن نميز انفسنا من ناحية ثقافية ودينية، او من الافضل ان نندمج بين الأمم.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة» لانه اصبح اداة في خدمة الايديولوجيين القوميين. منذ البداية وجد «يوم الكارثة والبطولة» ايضا لاسباب سياسية موضع خلاف من حيث تشديد وتعظيم تمرد الغيتوات. غير أنه مثل الكثير من الامور الاخرى التي اتبعتها حركة العمال في البلاد هذا اليوم ايضا استخدم من ايديولوجيات اخرى. فاليوم يستخدم لتثبيت مقولة ان كل العالم ضدنا وكل من ينتقدنا هو حلقة في محور الشر الذي يريد ابادتنا.
يجب أن يلغى «يوم الكارثة»؛ اذ يحتمل انه كان ينبغي قصف ايران حتى لو كان هتلر تهود، ويحتمل انه لا حاجة لقصف ايران، رغم أن هتلر كان طاغية ضد اليهود. هذا اليوم لا يساهم حقا في اتخاذ قرار متوازن.
يجب ان يلغى «يوم الكارثة»، إذ عن عهد الكارثة كان من الافضل أن نتعلم، أولا وقبل كل شيء بشكل عقلاني، وان نستمد منه ايضا دروسه الكونية: فعلى بوابة ابناء «الشعب المختار» يقف الخطر في ان يتحولوا حيوانات بشرية.