شارك العشرات من سكان مخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان، اليوم الخميس، في وقفة أمام مقر "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" التابعة للأمم المتحدة (الأنروا) في بيروت، لمطالبة الوكالة والحكومة اللبنانية باستكمال إعمار مخيم نهر البارد، شمالي البلاد، الذي دمر بشكل شبه كلي بعد إجلاء سكانه منه في العام 2007 جراء معارك بين الجيش ومجموعة إرهابية أصولية كانت تتمركز فيه.
واشتعلت معارك ضارية في مايو/أيار 2007 بين الجيش اللبناني ومجموعة "فتح الاسلام" التي كانت تتحصن في المخيم، وذلك بعدما قامت المجموعة بذبح وقتل جنود بالقرب من المخيم، وأدى القصف والعمليات العسكرية التي استمرت لأشهر وانتهت بالقضاء على المجموعة، الى تدمير المخيم بشكل كلي، بعد إخراج نحو 40 ألفا من سكانه الذين يقطنون لأكثر من 60 سنة في المخيمات والمناطق المجاورة، مع وعد بإعادة إعمار المخيم وإرجاعهم من قبل الحكومة اللبنانية والأنروا وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى اليوم.
وسلمت "اللجنة الشعبية" لمخيم نهر البارد، المدير العام لـ "الأنروا" في لبنان ماثياس سكماليه رسالة، حصلت "الأناضول" على نسخة منها، أوضحت أنه بعد "ثماني سنوات... ما تم إنجازه حتى الآن لا يتعدى إعادة إعمار ما نسبته 36.4% من المباني المهدمة في المخيم"، وطالبوا الوكالة بـ"ضرورة العمل الجدي على تأمين الاموال والاسراع في عملية اعادة الاعمار بالتوازي مع العودة الفورية للعمل ببرنامج الطوارئ والالتزام به لحين الانتهاء من الأعمار".
وكانت "الأنروا" أعلنت وقف العمل بخطة الطوارئ التي تتضمن الإغاثة والتغطية الصحية، وطالبت الرسالة بـ "تأمين التغطية الصحية الشاملة (100%) لجميع نخيم نهر البارد وتأمين الاغاثة العينية لكافة أهالي المخيم ودفع بدل إيجار لكافة المستحقين"، بالاضافة الى "إعلان واضح وصريح" حول مواعيد بدء الإعمار بالمرحلتين الخامسة والثالثة.