الاحتلال يستغلّ صواريخ غزة: تصعيدٌ يراوح حجمَه

thumb (5)
حجم الخط

رغم تصاعد التوتر على حدود قطاع غزة جراء تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، لا يبدو أن الأمور تسير في طريق التسخين. ومع ذلك، هناك إشارات إسرائيلية إلى وجود سياسة جديدة للرد على أي هجمات صاروخية أو مدفعية من القطاع، ترمي إلى تغيير قواعد اللعبة. وأفصح عن هذه السياسة أمس وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان صراحةً، حينما قال إنه «ليست هناك نية شنّ خطوة عسكرية، ولكن كل إطلاق سيردّ عليه بشدة».
وأوضح ليبرمان أمس، بعد يومين من الغارات والقذائف الإسرائيلية على قطاع غزة، إثر سقوط صاروخ على سديروت أمس الأول وقذيفة هاون على أشكول يوم أمس، أن إسرائيل لا تنوي المبادرة لعمل عسكري في القطاع، ولكن كل إطلاق نار من غزة إلى الأراضي السيادية لدولة إسرائيل سيردّ عليه بشدة كبيرة.
وقال في حفل للضباط والرقباء المتميزين عقد في تل أبيب «نحن قيادة مسؤولة ومتزنة. ولسنا من يبحث عن مغامرات، ولا أحد يدفع نحو تصعيد في مواجهة حماس في قطاع غزة، لكننا عازمون على الدفاع عن أمن مواطني دولة إسرائيل، وفي هذه النقطة لن نُساوم».
وبحسب ليبرمان، فإن «حماس» هي المسيطر بقوة على قطاع غزة، و»أنها عندما تريد تحقيق شيء أو منع شيء، فإنها تعرف كيف تفعل ذلك». وفي نظره، «هذا يسري أيضاً على الخارجين عنهم بشتى صنوفهم، وعليهم أن يبذلوا جهوداً أكبر». وأكد أنه «ليس في نيتنا المبادرة لأي خطوة عسكرية. ولكن بالتوافق مع ذلك، لن نتحمل أي إطلاق للنيران، ولا أي استفزاز ضد مواطني دولة إسرائيل، أو المسّ بسيادة دولة إسرائيل، لا بإطلاق النار ولا بوصول قوافل السفن».
وكانت إسرائيل قد لجأت مؤخراً إلى استهداف مواقع لـ»حماس» في العديد من المناطق رداً على أي صاروخ يُطلق من قطاع غزة نحو المستعمرات الإسرائيلية. وهي في هذا الشأن، لا تميز بين «حماس» وقوى سلفية تعمل ضدها، وتدعي أن على «حماس» أن تضبط الوضع في القطاع، وأن تمنع أي إطلاق للصواريخ حتى لا تتعرض لرد إسرائيلي قاس. وقد أعلن تنظيم سلفي يدعى «أحفاد الصحابة» مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ أمس الأول، مبرراً ذلك باعتقال «حماس» لعدد من نشطائه.
ويعتقد المعلّق العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، أن من سماها المنظمات «العاصية» يمكنها أن تجرّ «حماس» وإسرائيل إلى حرب جديدة. وأشار إلى أن الإطلاقات الأخيرة على سديروت، كما قبل أكثر من شهر، جوبهت بردّ إسرائيلي أشد مما كان في الماضي. وبحسب رأيه، فإن الخطاب السياسي الإسرائيلي موجهٌ ضد سلطة «حماس»، كما أن الغارات وجهت ضد مواقع تابعة لـ»حماس» من دون تحديد طبيعة هذه الأهداف.
وأوضح أنه في المرة الماضية، كان الردُّ شديداً لتزاوج عاملين: حاجة وزير الدفاع الجديد ليبرمان، لإظهار عزمه في مواجهة «حماس» في ظل تهديدات قادتها، واستغلال فرصة عملياتية ظهرت للجيش. وتبعاً لذلك، هوجمت أهداف كثيرة في وقت واحد. ورغم تهديدات «حماس» بالرد فإنها لم تفعل، وربما أن هذا ما سيحدث الآن بما أنه لم تقع إصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
ولاحظ معلقون إسرائيليون أن استمرار الصراع بين أجنحة «جهادية» إسلامية في القطاع وعواقب ذلك على إسرائيل، قد تدفع جيش الكيان إلى العودة إلى نظام الاغتيالات.
وفي نظر هؤلاء، فإن كلاً من رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه، ليبرمان، يقودان خطاً واضحاً ضد «حماس». وطوال الوقت، تصرّ إسرائيل على أن «حماس» هي جهة السيادة في القطاع، وأنها هي من ستوجه لها الضربات إذا أطلقت النار من غزة. ورغم ذلك، تقر القيادة العسكرية الإسرائيلية بأن المواجهة مع «حماس» تتلخص في ثلاث كلمات: تعاظم، ردع وارتداع. وترى إسرائيل أن ردعها لـ»حماس» قائم، والدليل على ذلك هو أن الحركة لم تبادر إلى أي إطلاق نار على غزة منذ الحرب الأخيرة. وترى أن «حماس» تدرك سياسة الردّ الإسرائيلية الأخيرة، ولذلك فإنها قررت ألا تردّ عسكرياً. ومع ذلك، تؤمن إسرائيل بأن ردعها لـ»حماس» مؤقت ومشروط، وفي النهاية غير مضمون