حركتي "فتح وحماس" كان لكل منهما بندقية حين سقطت رحلت القضية عن أولوياتهم .
استشهاد .. خليل الوزير "أبو جهاد "...عبد العزيز الرنتيسي "أبو محمد" , كان بمثابة تحول استراتيجي للحركتين من الثورة والمقاومة للحكم والمال .
ما زلت مقتنع تماماً أن حركة حماس تمر بنفس المراحل التي مرت بها حركة فتح عبر مسيرة الثورة الفلسطينية وصولاً لاوسلو والتوازن بين البندقية والغصن ثم الغصن المزيف , باختلاف التواريخ فقط , حماس تنتظر اوسلو كبيرة , قضيتنا تحتاج ثورة حقيقية .
وكنت قد نشرت في العام السابق بذكرى اغتيال أبو جهاد ما يلي :-
اغتيال الرصاصة الأولي خليل الوزير "أبو جهاد" كان بداية ترويض حركة فتح لمربع التحول الاستراتيجي في سياستها من الهجوم العسكري والمشروع الوطني التحريري للسلطة و المعركة السياسية و بداية مشوار المفاوضات الذي لم ينتهي ليومنا هذا , كان أبو جهاد أحد أكبر العراقيل أمام اسرائيل في ملف الترويض والتحويل , فالرصاصة الأولي كان لا يؤمن بمبدأ التفاوض اطلاقا فما بالكم بالتفاوض بدون بندقية , كان " عنيد جداً " وليس لديه مرجعية , أن أراد إفشال أي عملية تسوية يقوم بعملية عسكرية داخل الاراضي المحتلة ,
أبو جهاد كان يجب ان يقتل لتكتمل هذه العملية ويقف هذا العند , لربما كان عملية اغتياله مؤامرة كبيرة شاركت فيها أيدي عربية وفلسطينية بقصد أو بدون , ولكن المهم من الذين كانوا يريدون لحركة فتح اسقاط البندقية وحمل الغصن لوحده , أنا هنا لست بصدد وضع اللوم علي أحد أو الاتهام ,
ولكن سؤال يطرح نفسه هل هيبة حركة فتح سقطت بسقوط أبا جهاد ؟! , بكل تأكيد سقطت , أبحثوا بيننا عن أبو جهاد ثم فكروا بالقضية و التحرير , لا خيار أمامكم سوى ذلك وهذه الأيام أكبر شهيد علي ما أقول ,
و أسمحوا لي في بعض تمتمات الشواهد , بيت أبا جهاد يبتعد عن القصر التونسي الجمهوري 200 متر , كان يسكن في بوسعيد وهي أكثر منطقة تحتوى علي رجال الدولة و الدبلوماسيين و إضافة لذلك يسكن رئيس الاستخبارات التونسية المقرب للرئيس المخلوع زين العابدين , وأيضاً عائلة فرنسية بجوار بيته , كان هناك تمشيط لكل منطقة بوسعيد قبل يوم من عملية الاغتيال , وبعدها انسحاب كل الامن من المنطقة علي طلب الحكومة انذالك , قطعت الكهرباء في وقت العملية , في العملية كانت هناك امرأة تصرخ للجنود بعد تنفيذ المهمة "هيا بسرعة أرحلوا " باللغة الفرنسية , وأخيراً العميل عادل ياسين الذي أعترف أنه تجند سنة 90 أي بعد اغتيال أبو جهاد بسنتين و صدقته القيادة وطالبت اسرائيل الافراج عنه ولكن القيادة حكمت عليه بالإعدام ومن ثمة وجدنا الاعدام معناه لديهم سفر ياسين للسويد وأخذ الجنسية هناك ,
لربما لم تشارك الأيدي العربية ولكن كانت خدماتهم اللوجستية موجودة و بكثرة , والشواهد خير دليل , يستحيل عبورهم من البحر وخروجهم بدون علم أو التنسيق مع أحد , كما نطالب بلجنة تحقيق بعملية تسميم الرمز أبو عمار , علينا أيضاً ان نطالب بلجنة تحقيق دولية في قضية اغتيال الرصاصة الأولي أبا جهاد .