انطلقت يوم أمس الجمعة في مدينة اسطنبول فعاليات ملتقى الرواد الثامن في العالم الاسلامي تحت شعار (الأقصى في خطر)، والذي يستمر على مدار يومين، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين بالتعاون مع مركز العلاقات العربية التركية.
حيث يأتي المؤتمر بهدف حشد طاقات الأمة الإسلامية تجاه قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتضامنًا مع الشيخ رائد صلاح الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ودعمًا للمرابطين في ساحات الأقصى.
وعبر المشاركون والمتحدثون في المؤتمر عن نصرتهم وتأييدهم ودعمهم لمشروع الرباط في الأقصى، والدفاع عن المرابطين والمرابطات، إضافة لدعم ونصرة الشيخ رائد صلاح شيخ المرابطين في المسجد.
وشددوا على وجوب تحرك الشعوب العربية والإسلامية لصد العدوان الاسرائيلي على الأقصى، وتهويده وتدنيسه، وعلى ضرورة التحرك السياسي والديني والشعبي للوقوف جنبًا إلى جنب مع حق الشعب الفلسطيني في العودة ودعم قضيته.
كما أكدوا على أهمية تقديم جميع أنواع الدعم المادي والسياسي والمعنوي لتثبيت المرابطين، وحماية الأقصى، ونصرة فلسطين، معربين عن شكرهم العميق لتركيا حكومةً وشعبً على مساندتها للقضية الفلسطينية ونصرتها على جميع الأصعدة، والتي قدمت دعمها الكامل لإقامة هذا الملتقى.
وفي ذات السياق، ثمن رئيس الائتلاف العالمي النائب سعود أبو محفوظ دور شيخ الأقصى رائد صلاح وقدرته على التأثير في الشعوب الاسلامية، قائلًا إن" تغير الشعوب أعظم بكثير من تغير الحكومات وأنت بثقافة الأقصى غيرت الكثير".
وأضاف أن" الشيخ صلاح ضمير الأمة نحو القدس والضمير لا يتغير والمنطق لا يتغير، والأمة ضميرها ظاهرًا وليست مستترًا، والرائد صلاح أعلن الجهاد والاستشهاد نصرة للأقصى، ودفع ثمن ذلك أكثر من مرة".
وحث شباب وشابات الأمة على أن يلعبوا الدور الحقيقي في الدفاع عن المقدسات وفلسطين، وأن يجعلوا أنفسهم مشاريع شيخ الأقصى، قائلًا" كل منا قادر على أن يكون رائد صلاح جديد ورائدة صلاح جديدة"، مطالبًا إياهم بحمل ثقافة الأقصى لتتحد الأمة في جهادها بمجموعها.
من جهته، تحدث نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ياسين أقطاي عن مكانة القدس لدى الأمة وخاصة الشعب التركي، وما تمثله من معان كثيرة ونموذج "جسد حالة السلام والكرامة والاحترام، وكيف فشل هذا النموذج عند احتلالها من قبل الصليبيين، وثم عادت للقدس نموذجها بجهود صلاح الدين الأيوبي" على حد وصفه.
وفي إشارة إلى التوأمة بين مدينتي اسطنبول والقدس قال أقطاي "إن اسطنبول هي تقليد عن القدس بنموذجها، وجميع المدن التركية والقاهرة ودمشق وغيرها، كانوا تقليدًا لنموذج القدس".
وأوضح أن هذا النموذج قدم كل الحريات للأديان ونحن لسنا احتلال بل بموقف الفتح، مشيرًا إلى ما قام به اليهود عندما احتلوا الأقصى، واتبعوا سياسية التطهير العرقي والديني الذي لا يبقي الا اليهود، وكما فعل الصليبيين بأهل القدس، حتى من الطوائف الأخرى من النصارى.
وعن أهمية الأقصى ومكانته، أشار أقطاي إلى أن الأقصى تحت الاحتلال فالعالم كله تحت الاحتلال، وأن حرية الأقصى تعني حرية الإنسان وكل العالم، مؤكداً على أن تركيا عملت وستعمل من أجل تحرير فلسطين، وسنلتقي في المؤتمر القادم في فلسطين ومن أجل الأقصى إن شاء الله.
من جانبه، حيا عضو المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ روحي مشتهى الحضور ورواد العمل من أجل القضية الفلسطينية المركزية لدى الأمة الإسلامية، وثمن الدور الكبير الذي يقدمه المرابطون.
وقال "في الزمن الصعب الذي تخلى فيه القريب والبعيد عن نصرة هذه القضية وبات الأعداء يضربون على قوس واحد من القدس حيث استفرد العدو بنا، فذهب المرابطون والمرابطات للذود عن حمى القدس والأقصى وإن تطلب بذل كل نفيس".
وأضاف "أراد العدو أن يكرس وجوده فأبى المرابطون إلا النهوض لكسر هذا العدوان والزود عن الأقصى ومناهضة الاستيطان".
وأشار إلى أن دور الضفة المحتلة في مقاومة المحتل والتنسيق الأمني، قائلًا "سعى أفراد التنسيق الأمني ليكون الهدوء دندنه طيلة الوقت، فأبت إلا أن تكون كالبركان الثائر وانتفضت ضد العدو والتنسيق الأمني الآثم".
وعن رسالة فلسطين ومقاومتها، قال مشتهى "إننا ندافع على الثغر الأول ونذود عن حياض الأمة، وندفع لذلك فلذات أكبادنا فيلقون شهداء وأسرى، شعارهم لا نكل ولا نستقيل حتى يتم الله نوره رغم كل الصعاب".
بدورها، قالت رئيسة الاتحاد النسائي العالمي لنصرة القدس وفلسطين أمل خليفة "لا عزة للأمة ومقدساتها منتهكة وحرمتها مستباحة، رغم أن أي أمة تعرضت لنصف ما تعرضت له الأمة الإسلامية لما استطاعت الصمود".
وأكدت أن لدى الأمة الكثير لتقدمه مقارنة بما تملكه من طاقات مدخرة عليها إخراجها، والمرحلة الحالية هي المخاض ويستلزم بذل جميع الجهود".
وأشارت خليفة الى صمود أهل غزة وفلسطين، قائلة: " غزة التي راهنوا على استسلامها ورفع الراية البيضاء، هم لا يستخدموا القماش الأبيض إلا في دفن شهدائهم ولن يستخدموه لغير ذلك"، مطالبة الأمة بنصرة الأقصى.
وأقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول لملتقى الرواد، ثلاث ندوات الأولى تحت عنوان الأقصى في خطر، والثانية دور ومشاريع شيخ الأقصى، والثالثة حول طرق إبداعية لنصرة المراطين في بيت المقدس وأكنافه، وعلى هامش الملتقى أقيمت معارض للتراث الفلسطيني شاركت فيه العديد من المؤسسات والجمعيات الفلسطينية.
