فتح بين التكتيك والاستراتيجية....
ولكي نشخص حالة الاعلام الحركي نبحث في بداية الامر عن البرنامج الوطني الذي تتبناه فتح والاليات المتبعة لتحقيق اهداف وضعها البرنامج، هل حركة فتح ثورة او حركة تحرر ام حزب..؟؟؟ يكاد المرء لا يستطيع الاجابة على تلك الاسئلة المهمة في حياة فتح ذات 50 عام من التجربة التي مرت خلالها عدة منعطفات وتحورات وتدوير وتحويل وتعليل وتبرير لمسلكيات تتوه بين معالم حركة التحرر ومناسك الحزب.
من ارهاصات اوسلو طرح البعض ان تتحول فتح لحزب السلطة او حزب الاغلبية، وهناك البعض الاخر يرى ان فتح مازالت حركة تحرر رغم ارتباطها عضويا ومن خلال السلطة بالاحتلال بموجب اتفاقية املت عليها شروط ثقافية واعلامية وسياسية وامنية واقتصادية، ومن هنا كيف الربط والمزج بالمعنى الاعتباري لمكون حركة التحرر ومبادئها ومنطلقاتها وبين التزامات واستحقاقات لاتفاقية اوسلو مع العدو، قد نقول المرحلية مثلا !!! فهل المرحلية تعني الخروج الكامل عن النظام والاهداف والمباديء التي وضعتها حركة التحرر، وان كان الخروج فهي نهاية للمسمى والاسترتيجية والالية وبالتالي لا نستطيع تصنيف الحركة بجوهر اهدافها…..
حركة فتح واسلو والسلطة مترادفات لحالة واحدة خروج الثورة وحركة التحرر عن مكونها وخلاياها ونسجيها، اذا ماذا تصنف فتح…؟؟ هل هي حزب…؟ لا نستطيع وصف حركة فتح كحزب لفقداها ايديولوجية فكرية وقاعدة حزبية ملتزمة بتلك الايديولوجية ومازال نظامها او نظامها المعدل يحتكم بقشوره الخارجية لصياغة تمت عندما كانت حركة فتح تمثل حركة تحرر وطني تعتنق فكر الثورة الشعبية بالياته المعروفة..
هناك من لا يزال مقتنعا بان الكفاح المسلح بكل جوانبه الفكرية والسلوكية والثقافية هو الطريق الوحيد لتحقيق الحلم الفلسطيني بخياراته المتدنية باقامة الدولة في الضفة وغزة وعاصمتها القدس، اي الانتقال من الهدف الاعظم لتحرير فلسطين التاريخية الى الادني من بقايا الوطن الذي لا يمثل اكثر من 18% من اراضي فلسطين التاريخية، اي تحول الحل المرحلي الى خيار وهدف استراتيجي…!!
سؤال مطروح لكل حركي : ما هو برنامجكم…؟؟؟ كيف نجيب وماذا نقول……لا بد ان تكون الاجابة ليست بخيارات فتح الطلقة الاولى بل ستكون الاجابة الاخذ بالاعتبار برنامج منظمة التحرير والحل المرحلي…. واستخدام المقاومة بكل اشكالها لتحرير الارض واقامة الدولة بناء على برنامج منظمة التحرير,,,,,, وهل فتح الان تستخدم المقاومة بكافة اشكالها لتحديد وتحقيق الهدف..؟؟ ام فتح تتبع رؤية شخص ونفوذ شخص ودكتاتورية شخص تعبر عن نهج تفاوضي ترك مهامه الداخلية في بناء الانسان الحركي المقاوم بكل الاشكال الى سيناريوهات العلاقات الدولية التي لن تضيف جديدا على ارض الواقع مقابل اليات واستراتيجيات الاحتلال.
بلا شك ان كل عوامل الفساد وتراكماته تدعو لرفع لواء الاصلاح وكيف نبدأ ومن اين نبدأ..؟؟ امام نهج يدمر كل شيء حركيا ووطنيا..؟؟؟ بلا شك ايضا ان فتح هي المسؤولة امام الشعب تاريخيا ووطنيا، هل نبدأ بالقدوة..؟ والنوذج..؟؟ وعلاقة ذلك مع الجماهير لنحقق الاصلاح والتصحيح..؟؟ فتجربة الانسلاخ عن الاطار او الانشقاق لم تنجح امام قوى الفساد والياته وامكانياته. ام يجب ان يكون القدوة ومنظومة النموذج في داخل الاطار للحصول على الكم والكيف لنتقدم في عملية الاصلاح والتصحيح… يجب الاجابة عمليا على تلك التساؤلات.
الاعلام الحركي هو ايقونة متأثرة من ايقونات التحول في نهج حركة فتح فهو يعتمد على المتحدثين الرسميين واهوائهم المعبر عن نهج وارضاء الفرد وغروره وصلاحياته.. وهو اعلام ارتجالي سواء في الفضائي او الورقي او الخطابي ولا يخبو من “” الخلع”” والرقص”” والردح”” وهي سمات اهدرت كبرياء الحركة وموضوعيتها في مواجهة التحديات وما يمكن ان يملى من مواقف، لا احد يستطيع ان ينكر ان الاعلام المقاوم لفعل جناح العاصفة هو من اكسب فتح اهمية وانتشار وانصار ومؤيدين…. ولولا فعل جناح العاصفة لما اكتسبت فتح انتشارا واحتراما دوليا واقليميا ومن الشعب الفلسطيني وربما كانت كتائب الاقصى هي احد من اعاد اعتبارية حركة فتح ، فماذا لوكان برنامج فتح يدعم كتائب الاقصى كأحد الخيارات المكملة لتحقيق هدف تحرير الارض وبناء الدولة وهذا ما يتناقض مع لغة اوسلو وقيودها وشروطها.
فتح اين تقف الان في التحولات الاقليمية وماهو خطابها الاعلامي والسياسي، اين فتح وعلاقتها مع الجماهير العربية ..؟؟ وماذا تقول لهم..؟؟؟ وهل يمكن بناء تنظيم واطار بدون تعاميم ثقافية وفكرية..؟؟؟؟ هذا يمكن في اطار النهج الحالي جمع كم بناء على مكتسبات وصلاحيات وقرار تحكمه جهات متنفذة وبالتالي هذا لا يبني كادر ولا يبني تنظيم يعول عليه ولا يحرر وطن بل تبقى الاطر اسيرة اعلام مزور مشوش مفرغ وفارغ بل لا يملك الحجة الموضوعية والوطنية امام التحديات.