في مثل هذا اليوم من العام 1956 بتمام الساعة العاشرة إلا عشر، نفذت العصابات اليهودية مذبحة بحق الفلسطينيين، بعد أن تسللت لمنطقة المركز شمال مدينة قلقيلية في الشمال الغربي من الضفة الغربية المحتلة، وقامت بذبح العشرات من المواطنين داخل المنطقة التي كانت تحت إشراف القوات الأردنية وقتها، باستخدام السكين الأبيض، ونسف "المركز" على رؤوس من تبقى، مخلفةً 65 شهيداً فلسطينياً.
بعد مرور 60 عاماً على المجزرة، مازل البعض مممن شاركوا فيها على قيد الحياة، ويقول أحد الناجين: "إن أبناء قلقيلية من الذين يستطيعون حمل السلاح، كانوا يتطوعون لصد هجمات المهاجمين من العصابات اليهودية ومساندة الجيش الاردني المتواجد في المكان".
وواصل سرد تفاصيل بعض ما جرى من مذابح بحق أهالي المدينة، قائلاً: "كنت وقتها في العشرين من عمري وممن تطوع لحماية قلقيلية من عصابات الجماعات اليهودية مثل (الهاغاناه واشتيرين والبالماخ) ولم أكن متواجداً في المركز ليلتها، وكانت المناظر مؤلمة لكل من يشاهدها، فالضحايا الشهداء قتلوا بحقد دفين، بواسطة السكاكين التي غرست في البطون والصدور وقطع بعض الرؤوس، فالتمثيل كان واضحاً".
وتابع، "بعد تنفيذ هذه المذبحة استخدمت عصابات اليهود الرصاص، ودخلت قوات اضافية لحماية من نفذ المذبحة، وكان صوت الرصاص يصل إلى قلب مدينة قلقيلية، وتحول المركز إلى كومة من الركام".
واستذكر عهد وقوع المذبحة بفصولها المرعبة، ويتحدث بحسرة: "عندما كانت الحرب على غزة وشاهدت الفسفور يحرق أجساد المواطنين تذكرت سكاكينهم التي غرزت في أجساد اخواننا الشهداء، فهي مؤلمة حتى هذه اللحظة ولا استطيع نسيانها لفداحة مناظرها، وتعانق الدم العربي مع الفلسطيني في هذه المذبحة".
بدوره، قال مؤرخ فلسطيني في وقت سابق: "إنه كان هناك كتائب للمجاهدين في قلقيلية، فموقعها الجغرافي جعل منها أقرب نقطة على التجمعات السكنية من كيبوتسات مثل كيبوتس كوفيش وقبلان ومدينة كفار سابا وغيرها من التجمعات".
وأضاف: "هذه المذبحة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة بدايةً بالسلاح الابيض ثم الرصاص من بنادق اوتوماتيكية ثم مواد ناسفة وضعت في زوايا المركز وبعدها قذائف الدبابات، فهي مذبحة وجريمة منظمة شارك فيها اشخاص اصبحوا قادة في جيش الاحتلال مثل اسحاق رابين وموشيه ديان وغيرهما".
العدوان على قطر، والقمّة وما بعدها
22 سبتمبر 2025
