اقترحت إيران خطة سلام لتسوية الأزمة اليمنية تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار.
وجاء الاقتراح بينما اتفقت الولايات المتحدة والسعودية على أن تحقيق الاستقرار في اليمن يتطلب حلا سياسيا عن طريق التفاوض.
وطرحت إيران خطة سلام من أربع نقاط لتسوية الأزمة، تشمل "وقفا فوريا لإطلاق النار وإنهاء كل الهجمات العسكرية الأجنبية وتقديم المساعدات الإنسانية واستئناف حوار وطني واسع وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة."
وجاءت الخطة في رسالة بعث بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون.
وطالبت الرسالة الإيرانية المجتمع الدولي بـ "مشاركة أكثر فعالية في وضع حد للهجمات الجوية العبثية" ، في إشارة مباشرة إلى عملية "عاصفة الحزم" السعودية التي تقول المملكة إنها تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وأشار ظريف إلى ضرورة ألا توضع شروط مسبقة للبدء في تنفيذ الخطة الإيرانية المقترحة.
وكانت السعودية قد أعلنت أنه العملية العسكرية لن تتوقف حتى ينسحب الحوثيون من العاصمة اليمنية صنعاء ويسلمون أسلحتهم ويعود عبد ربه منصور هادي إلى منصبه رئيسا لليمن.
ولم تستبعد المملكة شن عملية برية في داخل الأراضي اليمنية، غير أنها لم تحدد موعدا لها.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين بالأمم المتحدة قولهم إن ايران طلبت توزيع رسالتها التي تتضمن الخطة المقترحة على الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
لكنه لم يتضح على الفور كيف سيتعامل المجلس مع المقترح الإيراني.
وتتهم دول عربية، خاصة السعودية، إيران بدعم الحوثيين عسكريا، وهو ما تنفيه طهران بشدة.
وحذرت الرسالة الإيرانية من أن عدم الاستقرار "يتيح للجماعات الارهابية موطيء قدم في اليمن."
وقالت "هذا الوضع الحرج يتصاعد والأزمة الانسانية في اليمن تقترب من حدود الكارثة."
وأضافت "قد يؤدي ذلك الى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في منطقة منكوبة بواحد من أكثر أنواع التطرف وحشية وحملة شريرة متعددة الاطراف من ارهابيين مدعومين من أطراف خارجية."
ويوجد في اليمن واحد من أكثر أجنحة تنظيم القاعدة خطورة يتحصن أفراده في المناطق الجبلية وتستهدفهم منذ سنوات ضربات جوية أمريكية بطائرات بدون طيار.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 150 ألف شخص نزحوا من منازلهم نتيجة ضربات "عاصفة الحزم" في اليمن.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة قولها إن دولا عربية خليجية عديدة أبدت عدم رضاها عن دعوة أمين عام الأمم المتحدة لوقف فوري من جانب كل الأطراف في اليمن.
وقال أحد المصادر، الذي طلب عدم ذكر اسمه ، إن "الدول الخليجية سوف تثير هذه النقطة" خلال اجتماع مع بان الأسبوع المقبل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة "انا أدعو الي وقف فوري لاطلاق النار في اليمن من جانب جميع الاطراف... السعوديون أكدوا لي انهم يتفهمون انه يجب ان تكون هناك عملية سياسية. اناشد جميع اليمنيين المشاركة بنية صادقة"
غير أن بان لم يشر إلى أن السعوديين أيدوا نداءه لوقف الهجمات العسكرية.
وكان نداء المسؤول الأممي هو الأول من نوعه منذ بدء الضربات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن.
من ناحية أخرى، اتفقت الولايات المتحدة والسعودية على ضرورة التوصل لحل سياسي عن طريق التفاوض لتحقيق الاستقرار في اليمن.
وأعلن البيت الأبيض ، في بيان رسمي، أن الاتفاق جاء خلال مباحثات هاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز.
وقال البيان إن الزعيمين اتفقا على أن " حلال سياسيا بالتفاوض أمر ضروري لتحقيق استقرار دائم في اليمن."
وأكد الرئيس الأمريكي أيضا التزام بلاده بأمن السعودية.