كاظم الساهر:هذا الرجل قدوتي في الحياة وأنا لست ملاكاً ولدي أخطائي

kzm_lshr55
حجم الخط

بعيداً عن الفن، جاء حديثنا عائلياً بامتياز مع "القيصر" كاظم الساهر، كاشفاً عن ذكريات مؤثرة تجمعه بوالدته بالإضافة إلى علاقته بولديه وحفيدتيه، ومتحدثاً أيضاً بإسهاب عن شقيق وذلك في الحوار التالي:

ما مدى تأثير الأحفاد على الإنسان عندما يصبح جَدّاً؟
يكون أكثر رأفة عندما يعطي، ويكون عنده ضمير أكثر من أي عمر آخر، والمفروض أن يكون أكثر رزانة مع من حوله. ويتعلم من حفيده شيئاً جديداً آخر، ويسأل نفسه ما هذا الحب؟ هناك شيء ما كان في داخله وظهر للعلن.
خاصة أنك في مرحلة تأسيس حياتك الفنية لم تكن ملازماً لأولادك، وأنك تزوجت في سن مبكرة وعمرك 19 سنة، وبالتالي أنت اليوم أكثر تركيزاً مع أحفادك؟
هذا الأمر لا ينطبق عليّ، أولادي هم قطعة من قلبي وروحي. وسام أصبح عمره 35 عاماً وعمر 28، وإلى الآن وسام رغم كبره هو بالنسبة إليّ كأن عمره 3 سنوات. يعني إذا أصابه لا سمح الله ولو قليل من البرد «أنجن». بيننا عاطفة كبيرة، كذلك الأمر بالنسبة لحفيدتيّ، ربي يحفظهما.

ثم، قام وأحضر جواله من الغرفة الثانية وأطلعنا على صور حفيدتيه، وعندما طلبناها منه قال إنهما ابنتا وسام وليس من حقه نشر صورهما دون استئذانه، سيتصل به لاحقاً ويسأله إن كان يوافق على نشر صورتهما.
يقولون في المثل ما أعز من الولد إلّا ولد الولد. ما رأيك؟
لا. كلهم معزتهم ومحبتهم نفس الشيء، فمعزّة الأحفاد تأتي من معزّة الأولاد.

حدثنا عن دور والدتك بحياتك الفنية وعلاقتك بها؟
أمي (الله يرحمها) رغم بساطتها، فهي لا تقرأ ولا تكتب، لكنني لا أنسى أنني طوال حياتي عندما تكون القيثارة بيدي، وكان عندنا في العراق قناتا تلفزيون فقط، قناة 9 وقناة 7 التي كانت تعرض دائماً الموسيقى العالمية والسمفونيات، فكانت تقول لي والدتي هذا برنامج كاظم، فأترك القيثارة وأقول لها تعالي «يُمّا تابعي برنامجك عشان أتابعه»، هي أول من تعلمنا منها أنا وإخواني البساطة، إخواني كلهم بسطاء ورائعون بأخلاقهم، وأنا بسيط جداً، فمثلاً عندما أدخل البيت أقول لها: «ها شو طابخين»؟ الله على طيبة أمي رحمها الله، فقد كانت أول جمهوري وأول المشجعين والداعمين لي.

أخطاء كاظم
لم أسمع من أحد هنا في الأردن أن كاظم غير متواضع أو مغرور؟

لا. في النهاية أنا إنسان وليس ملاكاً، أكيد عندي أخطائي.
ما هي أكبر أخطاء كاظم الساهر؟
أكبر أخطائي أنني كنت بعيداً عن عائلتي، فقد كنت كثير السفر والجولات، فغبت عنهم حتى حققت الشهرة. في وقت كان الحصار، كان ممنوعاً بثّ أي صوت عراقي بالإذاعات العربية، وممنوعاً على الشركة أن تأخذ ألبوماً من عندي، في ذلك الوقت كان عندي صراع مع النفس، وأنني يجب أن أوصّل صوتي للعالم، في تلك المرحلة كان أكثر ما أتمناه هو الجلوس مع أمي وعائلتي.
تقصد زوجتك وأولادك؟
الزوجة والأولاد كنت أصطحبهم معي في بعض السفرات.

ما هو دور الإعلام في جعلك قليل الحضور إعلامياً وعن الصحافة بشكل خاص؟
ليس للإعلام أي علاقة بهذا الموضوع. أمي ربتني وإخواني على حب البيت والعائلة، حتى صارت هذه طبيعتنا. مثلاً: جاءني صديق وقال لي بلهجتنا: «إنت شنو. طيب؟» يقصد أنني لست مريضاً، كنت وقتها أخذت إجازة ثلاثة أشهر تقريباً، وجلست بالمزرعة في القرية، ولم أخرج من باب البيت، فقط أتحرك داخل المزرعة وأتجوّل بين الأشجار والزرع لمدة ثلاثة أشهر.
هذه متعة؟
«شنو» متعة، أحلى ما يكون في العالم، لا أسمع تلفوناً ولا أي شيء، أجدّد الخلايا، أسمع الموسيقى العالمية التي تعجبني، أسمع الأشياء التي أوجدها الله سبحانه وتعالى لأسمعها، منها السماء والعصافير والهواء الطيور. أسمع صوت الله في خلقه على الأرض، من خلال البراءة والجمال والطبيعة.
من هو الشخص الذي تعتبره قدوة كاظم الساهر؟
أخي الدكتور حسين هو فرد من الشعب العراقي، فقد ظلّ مصراً على تحصيل شهادة الدكتوراه، وبالفعل حصل عليها هذه السنة، وهو أكبر مني بـ 7 سنوات، عمره الآن 67 عاماً. فهو من مواليد عام1950م ورغم هذه الظروف والدمار أكمل تعليمه الجامعي وعمره 60 سنة. والآن حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وإن شاء الله سيكون معيداً بالجامعة. من خلاله لك أن تتخيّل شعب العراق داخل العراق، ولهذا أنا أعتبر أخي حسين هو قدوتي بالحياة، من خلال عزيمته وإصراره وصبره، فعندما أجلس معه أجده موسوعة ثقافية وعلمية، هذا من أفراد الشعب العراقي. هل يوجد أحلى من هذا الشعب، الذي ما زال يقاوم بالعزيمة والإصرار؟ مع احترامي لكل الشعوب، فأنا أعتز بالشعب العربي.
كان الشعب الفلسطيني أول المهجّرين، الآن تهجّرت كل الشعوب. كنا ننادي بتحرير فلسطين، الآن ننادي بتحرير الوطن العربي.