قالت سميرة سعيد في مستهل حديثها وهي تعبر عن فرحتها بتواجدها في المغرب:
"مهما اغتربت فأنا مغربية حتى النخاع، ومهما طال بي السفر فإنني أحن لبلدي الحبيب، وقد لا تتصورون مدى إحساسي وأنا أتنفس هواء هذا البلد الذي ولدت وترعرعت فيه، هنا في الرباط بدأت أولى خطواتي الفنية، وجمعتني ذكريات لا تنسى مع فنانين وأصدقاء وإعلاميين قبل أن أقرّر امتطاء صهوة أحلامي والهجرة إلى القاهرة التي احتضنتني بدفئها وفتحت لي أبواب الشهرة على مصراعيها، والتي لم تنسني أبداً بلدي وأهلي وأصدقائي فأنا مرتبطة جداً بكل أفراد عائلتي وأشقائي في المغرب الذي لا أتوانى في زيارته كلما أتيحت لي الفرصة.
ما هو إحساسك وأنت ستحيين حفلاً في المغرب؟
هو بالمناسبة ثاني حفل فني سأحييه في منتجع "مازاغان" وإحساسي بالتأكيد سيكون مختلفاَ، صحيح أنني قدمت حفلات غنائية عديدة في المسارح، والمهرجانات في العالم العربي، لكن الإحساس الذي ينتابني وأنا سأغني في المغرب إحساس لا تسعفني الكلمة لوصفه اللحظة، فالفرحة تغمرني كثيرا وأنا أعود إلى جذوري.
وبماذا تعدين جمهور حفل "مازغان"؟
أعده بحفل حي (LIVE) وبأغاني أذكر منها "ما زال" التي لقيت نجاحاً في العالم العربي، و"اللي بينا" و"المظلوم" ومفاجآت أخرى..
برأيك كيف أمكن لأغنية "ما زال" أن تحظى بترحيب كبير، وتحصد عدة جوائز دون غيرها؟
ربما لأن شكلها الموسيقي كان مختلفاً، شكلاً ومضموناً، كما أنّ تصويرها فيديو كليب ساهم في انتشارها، وقد حصلت هذه الأغنية على عدّة جوائز، وحظيت بالتكريم حيث تم اختيارها كأفضل أغنية منفردة وحازت على جائزة الموسيقى العالمية وجوائز أخرى لأن ردود فعل الجمهور كانت قوية والإقبال عليها لافتا.
ولابد من الإشارة إلى أن الأغنية من كلمات وتوزيع المغربي محسن تيزاف.
الحديث عن الجوائز والتكريم يقودني لمعرفة رأيك في الألقاب التي تطلق على بعض نجوم الغناء؟
أنا أرضي الذوق الفني للمعجبين بسميرة سعيد ولذلك قبلت بلقب "ديفا" وهو لقب لم أطلقه على نفسي على غرار بعض الفنانين، ولكنه لقب من اختيار جمهوري، لذلك قبلته.
ولماذا أنت مقلّة في حفلاتك الغنائية؟
أنا أختار الحفلات التي يمكن أن تظهرني بالشكل الذي يليق بي في الحفلات على مستوى الفضاءات والتجهيزات، وبالتالي فأنا مقلة في الظهور، لأنني أريد أن يقترن الظهور بالجديد دائماً، وبالتميز في الأغاني والأداء، فإنتاجي الفني وردة فعل الجمهور تؤكد بأن اختياراتي الغنائية صائبة.
وأين سميرة المغربية من الأغنية المغربية؟
تتساءل سميرة مع "سيدتي" لقد قلت في أكثر من مناسبة بأنني سأغني –مغربي- وقد كنت سعيدة جداً وأغنية "ما زال" تحصد الألقاب والجوائز العالمية، فمنذ عشرين سنة لم أغن الأغنية المغربية التي أفتخر بكوني انتشيت بأدائها مع كبار الموسيقيين والملحنين قبل ذهابي إلى القاهرة مثل الراحل عبد القادر الراشدي وعبد الله عصامي وغيرهما، ولكن بعد وفاة نخبة من الشعراء والملحنين، وقع فراغ في الساحة فتح مجالاً للأغاني الفلكلورية وبالتالي ومع تعاقب السنوات ولد جيل جديد من الشباب متمرّد على كل ما هو تقليدي ومتحمس لكل ما هو جديد، ولهذا كان لزاماً أن أبحث عن شكل موسيقي يسمح لي بتقديم أغنية مغربية في قالب فني حديث، ونفس الشيء ينطبق على الأغنية المصرية.
معنى ذلك أن سميرة تسعى لتحقيق معادلة صعبة؟
المعادلة تكمن في تقديم منتوج غنائي بشكل موسيقي مختلف، يتسم بـريتم مقبول، وفكرة ومضمون وهو ما يأخذ مني وقتاً طويلاً لعقد جلسات عمل مع الشعراء والملحنين والمخرجين بالإضافة إلى البحث عن أفكار جديدة لهذه الأغاني.
تقصدين بأن نجاحك الفنّي رهن باختياراتك الغنائية؟
لا بد من الأفكار القوية والأشكال الموسيقية الجديدة التي يستحضر من خلالها الفنان جميع الأذواق.
ألا تفكرين في التمثيل بعد على غرار بعض نجوم الغناء العربي؟
لم يخطر ببالي أن أخوض تجربة التمثيل يوماً، وربما حبي للغناء والتركيز عليه هو الذي جعلني أتفادى خوض تجربة التمثيل.
ما مدى صحة خبر مشروع زواجك بشخصية مغربية؟
هي إشاعة ودعني أقول لك عبر "سيدتي" بأنه ليس هناك رجل في حياتي ولا أشعر حالياً بأي فراغ، لأنني تعودت على العيش بمفردي والعيش لسنوات مع ابني شادي . لذلك فالخبر الذي تزامن مع زيارتي للمغرب واقترن أيضاً بالحفل الفني الذي سأقدمه بمنتج "مازغان" لا أساس له من الصحة.
وإذا طرق أحدهم باب سميرة؟
الزواج قسمة ونصيب وربنا أعلم، ويقدر ما شاء لعباده، فأنا حالياً مشغولة بفني، ولا رجل واحد يشغل في الوقت الراهن قلبي، أو يحتل جزءاً منه إلى إشعار آخر على الأقل، وإجمالاً أقول تعودت العيش بمفردي.
وهل أنت مرتاحة لوضعك الحالي؟
مرتاحة فعلاً، لأنه لدي أصدقاء في المغرب، ومصر، وفي كل مكان، وأشعر بدفء أسرتي، وعائلتي المقيمة بالمغرب، ولكن الغيب يعلمه ربنا فقط.
من هي أقرب الفنانات العربيات إلى قلبك؟
كلهن صديقات قد نختلف أحياناً ولكنه اختلاف حضاري لا يفسد ود علاقاتنا.
والفنانة التي تطربك؟
إجمالاً أذني تطرب بكل ما هو جميل، وخاصة الأغاني المفعمة بالحب والرومانسية والتي تبعث على الأمل والتفاؤل في نفوس الناس.
والمطربة التي ترين بأنها قادرة بأن تخلف سميرة؟
ولا واحدة.
لماذا؟
لشيء واحد، هو أن لكل فنان بصمته التي تختلف عن غيره، فطريقة الأداء تختلف وغير متشابهة.
وماذا تقولين عن خوليو العرب المغربي سعد المجرد؟
فنان موهوب، متميز في أدائه ولونه الغنائي، نجح في زمن قياسي في إثبات وجوده محلياً وعربياً، أتمنى أن يستمر، وهو موفق إن شاء الله.
ما هو الجديد الذي ستطرحه سميرة؟
ألبوم يتضمن 14 أغنية لم يقع الاختيار على عنوانه بعد سيتزامن مع عيد الفطر ويتضمن أغنية مغربية بعنوان "بالي" وستعقبه حفلات فنية.
كيف عشت تقلبات الأحداث التي شهدتها مصر؟
المسألة بالنسبة لي كانت البحث عن الأمن والأمان والاستقرار للناس والعباد، وأعتقد بأنّ هذه الأمور بدأت تتحقق تدريجياً في مصر، وبالمناسبة فإننا نحمد الله على الاستقرار الذي ننعم به في المغرب.