أدان نواب فرنسيون تعامل سلطات الاحتلال الإسرائيلي معهم، لدى زيارتهم للأرض الفلسطينية المحتلة، والذي تجلى بمنعهم من زيارة قطاع غزة المحاصر، كما استهجنوا الأساليب التي تتبعها سلطات الاحتلال في اعتقال الأطفال الفلسطينيين وإرهابهم، والممارسات المخالفة لكل القوانين الإنسانية والأخلاقية في معاملة الأطفال.
وأبلغ النواب القنصلية الفرنسية العامة في القدس، وسفارة فرنسا في تل أبيب، استيائهم من العقبات التي تضعها السلطات الاسرائيلية بوجه حرية تحرك الفلسطينيين وخاصة تلك المتعلقة بسفر الطلبة الفلسطينيين الى الدول الاخرى وبينها فرنسا بالرغم من كون هؤلاء الطلبة قد حصلوا على منح فرنسية أو أجنبية أخرى.
وكانت بعثة فرنسية ضمت النائب ألكسي باشليه، والنائب خيرة بوزيان لعروسي، والنائب مارتين لينييه كاسو، بالإضافة لعدد من أعضاء المجالس البلدية والمنتخبين المحليين والناشطين في المجتمع المدني، قامت مؤخرا بزيارة استطلاعية إلى فلسطين.
وفور عودة البعثة إلى فرنسا اجتمع معها سفير سفير فلسطين في فرنسا سلمان الهرفي، حيث حضر الاجتماع مندوب عن منظمة اليونسيف، ومندوب عن تجمع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الفرنسية المتضامنة مع فلسطين.
ووضعت البعثة السفير الهرفي، حسب بيان لسفارة اليوم الأربعاء، بصورة الزيارة التي قاموا بها إلى فلسطين وقدموا شكرهم له على المساعدة الكبيرة التي قدمتها سفارة فلسطين في فرنسا لإنجاح هذه الزيارة والتعاون الكبير الذي وجدوه من جميع الهيئات والشخصيات الرسمية والشعبية الفلسطينية التي التقت بالبعثة.
وتحدث النواب عن أوضاع الأطفال الفلسطينيين في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وعبروا عن استهجانهم وإدانتهم للأساليب التي تتبعها سلطات الاحتلال في اعتقال الأطفال وارهابهم والممارسات المخالفة لكل القوانين الانسانية والأخلاقية في معاملة الاطفال.
وأكد النواب أنهم، ومن منطلق مسؤوليتهم، فإنهم يدينون انضمام بعض الفرنسيين للخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي، مؤكدين أنهم بانتظار الحكم النهائي على الجندي الفرنسي- الاسرائيلي الذي قام بإطلاق النار على الشاب الجريح عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل وهو ملقى على الأرض ما أدى لاستشهاده.
وعلى صعيد، آخر أكد النواب دعمهم للمبادرات الفرنسية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين ضرورة تجنيد المنظمات غير الحكومية الفرنسية في دعم هذه المبادرات الكثيرة والمتعددة. وعلى ضرورة تكثيف النشاطات والاجتماعات في المدن الفرنسية من أجل التعريف بالوضع الميداني في فلسطين.
من جهته وجه السفير الهرفي الشكر الكبير باسم الرئيس محمود عباس وباسمه شخصياً للنواب الثلاثة، مؤكداً عرفان الشعب الفلسطيني تجاه هذه المبادرات التي تعزز من ايمان الشعب الفلسطيني بوقوف أحرار العالم إلى جانب نضاله ضد الاحتلال ومن أجل تحقيق أهدافه الوطنية.
كما وضع السفير الهرفي، النواب بصورة النشاطات المبرمجة على الساحة الفرنسية والتي تصب في مجال التعريف بالقضية الفلسطينية وبأبعادها المختلفة وتدفع بها دوماً الى صدارة المشهد رغم الاحداث الكبيرة التي تدور في المنطقة والعالم. وحيا في هذا الاطار المنظمات غير الحكومية والجمعيات الاهلية الفرنسية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني على العمل الرائع الذي تقوم به من أجل فلسطين وفي مجال تعزيز التعاون الفرنسي الفلسطيني، ودفعه قدماً بما فيه صالح الشعبين.
واعتبر الهرفي أن مبادرة النواب الثلاثة بزيارة فلسطين لم تكن منفصلة عن السياق العام للسياسة الفرنسية المؤمنة بضرورة إيجاد حل عادل ودائم في فلسطين قائم على أساس حل الدولتين، والتي عززتها المبادرة الفرنسية للسلام. مؤكداً تطابق الرؤيتين الفلسطينية والفرنسية في هذا الاطار، وخاصة في سبيل الدفع باتجاه ايجاد حل يضمن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة وانهاء الاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ خمسين عاماً.